تابع سورة البقرة ( ولكن الله يهدى من يشاء )

اى هداية التوفيق صريح بأن الهداية من الله وبمشيئته وأنما تخص بقوم دون دون قوم أما هدى البيان فكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطوهم بعد نزول الاية ( وما تنفقوا من خير ) اى من مال ( فلآ نفسكم ) اى فهو لانفسكم لان ثوابه لها  فلا تمنوا به على غيركم ولا تؤذوهم بالتطاول عليهم ولا تنفقوا الخبيث ( وما تنفقون ألا أبتغاء وجه الله ) اى وليس نفقتكم الا ابتغاء وجه الله ولطلب ما عنده فما لكم تمنون بها وتنفقون الخبيث الذى لا يوجه مثله الى الله تعالى ( وما تنفقوا من خير يوف اليكم ) ثوابه اضعافا مضاعفة فلا عذر لكم فى ان ترغبوا عن انفاقه وان يكون على احسن الوجوه واجلها ( وأنتم لاتظلمون ) اى لاتنقصون من ثواب اعمالكم شيئا تفضلا من الله تعالى عليكم وهذا فى صدقة التطوع أباح الله تعالى ان توضع فى اهل الاسلام واهل الذمة وروى عن النسائى والحاكم ان ناسا من المسلمين كانت لهم أصهار فى اليهود ورضع وقد كانوا ينفقون عليهم قبل الاسلام فلما اسلموا كرهوا ان ينفقوا عليهم فنزلت الايات وعن بعض العلماء لو كان المنفق عليه أشر خلق الله كان لك ثواب نفقتك واما الصدقة المفروضة فلا يجوز وضعها الا فى المسلمين اهل السهمان المذكورين فى سورة التوبة ولكن جوز ابو حنيفة رحمه الله ورضى عنه صرف صدقة الفطر الى اهل الذمة ( للفقراء ) اى صدقاتكم للفقراء او متعلق بفعل مقدر كاجعلوا ما تنفقون للفقراء ( ألذين أحصروا فى سبيل الله ) اى حبسوا انفسهم على الجهاد وهم فقراء المهاجرين كانوا نحو ا من اربعمائة لم يكن لهم مساكن بالمدينة ولا عشائر كانوا يسكنون صفة المسجد ويستغرقون اوقاتهم بالتعلم والعبادة وكانوا يخرجون فى كل سرية يبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم المشهورون باصحاب الصفه فحث الله عليهم الناس فكان من عنده فضل اتاهم به اذا امسى ( لا يستطيعون ضربا ) أى سفرا ( فى الارض ) للتجارة والمعاش لشغلهم عنه بالجهاد ( يحسبهم ألجاهل ) بحالهم ( أغنياء من التعفف ) أى لاجل تعففهم عن السؤال ( تعرفهم بسيماهم ) اى بعلامتهم من التخشع والتواضع وصفرة الوجوه ورثائة الحالة ( لايسئلون الناس ) شيئا فيلحون ( الحافا ) اى لاسؤال لهم أصلا فلا يقع منهم الحاف والالحاف او الالحاح وقيل انهم ان سئلوا فبتلطف ولم يلحوا قال صلى الله عليه وسلم ان الله يحب الحى الحليم المتعفف ويبغض البذئ السائل الملحف او الملح وقال صلى الله عليه وسلم لآن يأخذ احدكم حبله فيذهب فياتى بحزمة حطب على ظهره فيكف به وجه خير له من ان يسأل الناس أشيأهم أعطوه او منعوه وقال صلى الله عليه وسلم من سأل وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسئلته فى وجهه خدوش قيل يا رسول الله وما يغنيه قال خمسون درهما أو قيمتها ( وما تنفقوا من خير ) أى مال ( فان الله به عليم ) فيجازيكم وفى هذا ترغيب فى الانفاق ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ) صدق الله العظيم ...... يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة