الملائكة هى اجسام لطيفة نورانية خلقهم الله سبحانه وتعالى من النور ولكى تعرفهم اجمالا هو ان تعتقد ان جميع مافى علم الله سبحانه وتعالى من الملائكة حق ثابت ولا يعلم عددهم الا الله سبحانه وتعالى بدليل قوله وما يعلم جنود ربك الا هو ويجب ان تعتقد ايضا انهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون ويجب ان تعتقد ايضا ان دأبهم الطاعات ومسكنهم السموات ولا يقع منهم الذنب مطلقا من جميع المحرمات والمكروهات باسرهم حتى هاروت وماروت لانهم معصومون بدليل قوله تعالى لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ويجب ان تعتقد ايضا أنهم لا ينفلون عن ذكر الله طرفة عين بدليل قوله تعالى يسبحون الليل والنهار لا يفترون والواجب معرفة منهم تفصيلا عشرة وهم جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل ورقيب وعتيد ومنكر ونكير ومالك ورضوان . ويجب ان تعتقد ان ( جبرائيل ) موكل بالوحى أى الخبر الذى يأتى من عند الله للرسل عليهم الصلاة والسلام والانبياء ( وميكائيل ) موكل بالامطار والبحار والارزاق وتصوير الاجنة فى الارحام ولا تأثير له فى ذلك ( واسرافيل ) موكل باللوح المحفوظ والنفخ فى الصور والصور هو قرن من نور فيه ثقوب على عدد ارواح جميع المخلوقات من أنس وجن وطيور ووحوش ودواب وغير ذلك فينفخ فيه نفختين فالنفخة الاولى تفنى فيها جميع الخلائق ألا من شاء الله وهو المستثنيات السبع وهى العرش والكرسى واللوح المحفوظ والقلم والجنة والنار والارواح والنفخة الثانية تبعث فيها جميع الخلائق وما بين النفختين اربعون سنة ( وعزرائيل ) موكل بقيض ارواح الخلائق اى كل ما له روح ولو بعوضة ولا تأثير له فى ذلك ( رقيب وعتيد ) ملكان موكلان بكتب الحسنات والسيئات قاعدان عند الكتفين أو على الناجذين فان كان العبد قاعدا كان احدهما على يمينه والاخر على شماله وان مشى كان احدهما عند رأسه والاخر عند رجليه ( ورقيب ) اى حافظ كل مايصدر من العبد ( وعتيد ) أى حاضر وشاهد عليه بدليل قوله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وان مات العبد قعدا على قبره يستغفران له الى يوم القيامة ان كان مؤمنا ويلعنانه ان كان كافرا أو منافقا ( تبيه لا يفهم من قولنا فى رقيب وعتيد انهما اثنان على جميع الناس كما فى منكر ونكير بل لكل واحد ملكان كل منهما يسمى رقيبا وعتيدا . ( ومنكر ونكير ) موكلان بسؤال الميت فى قبره ويعيد الله له الروح بقدر ما يفهم الخطاب ويرد الجواب ويسئل الميت حتى وان لم يقبر بأن اكلته الدواب فى بطونها أو حرق وصار رمادا وذرى فى الهواء ولا يبعد ان الله سبحانه وتعالى يعيد جسمه كما بدأه اول مرة ويخصص ويخصص له من يقوم بدفنه ثم يسأل ( ومالك ) خازن النار ( ورضوان ) خازن الجنة .انتهى يتبع بأذن الله تعالى