الامر الجامع والقول النافع فى طريق الله تعالى ( 2 )

 ( القاعدة الثالثة ) أن يوطن قلبه على الرحمة لجميع المسلمين كبيرهم وصغيرهم ويعطيهم حق الاسلام من التعظيم والتوقير فان رسخ فى هذه القاعدة قلبه وأتقام فيها أفاض الله على سائر جسده أنوار الرحمة الالهية وأذاقه حلاوتها فنال من الارث النبوى حظا وافرا عظيما من قول الله عز وجل وماأرسلناك الا رحمة للعالمين وهذا معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم ان لله عز وجل ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله عليه أمر دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله عليه شيئا وهى حرمة الاسلام وحرمتى وحرمة رحمى وهذا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لابى بكر الصديق رضى الله عنه لا تحقرن احد من المسلمين فان صغير المسلمين عند الله كبير .

( القاعدة الرابعة ) مكارم الاخلاق التى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتمامها لقوله صلى الله عليه وسلم أنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق وهذه القاعدة هى زبدة الدين وحقيقتها أن يكون العبد هينا لينا مه أهل بيته وجميع المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة كل هين لين سهل قريب وأهل النار كل شديد قبعثرى قالوا يارسول الله وما قبعثرى قال الشديد على الاهل الشديد على الصاحب الشديد على العشير وقال الله عز وجل وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن والاحسن هو الذى جمع الحسن وزيادة وبالجملة فالذى تحب ان يواجهك الناس به من الكلام الطيب والقول الحسن والفعل الجميل فافعله مع خلق الله تعالى فمن رسخ قدمه فى هذا المقام وصارت معاملته مع الحق تعالى جل جلاله فى كل شئ فلا يراقب غير الله تعالى ويجمع مكارم الاخلاق مع الله تعالى ومع عباده كما قال النبى صلى الله عليه وسلم أكرموا الله تعالى بأن يرى منكم مانهاكم عنه وهو أن لايراك الله سبحانه حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك كما قال تعالى وأعلموا أن الله يعلم ما فى انفسكم فاحذروه فمن أعتاد ذكر ان الله على كل شئ رقيب وعلى كل شئ شهيد ألف الحياء من الله تعالى بان لايقول قولا ولا يفعل فعلا لا يرضاه الله تعالى ولا يليق بجلاله لإان العبد أذا اراد ان يزنى مثلا او يسرق والناس ناظرون اليه فتجده لا يقدر ان يقدم على ذلك ولكن بلا شك انه كان حاضر القلب عند الشروع فى الفعل الذى لايرضاه الله تعالى وهذا معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم فى الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فأن لم تكن تراه فأنه يراك فمن كان بهذه الحالة فعليه أن يحسن تلك العبادة ويتقنها على قدرة وعلمه فأن الله ناظر اليه . أنتهى ..........يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة