يابنى الموت اعظم من يوصف ولكن سأصف منه لك شيئا والله لكأن على كتفى جبال رضوى وتهامة ولكأن روحى تخرج من ثقب أبرة ولكأن فى جوفى شوك القتاد ولكأن السماء أطبقت على الارض وأنا بينهما . وروى عن عيسى عليه السلام أن بنى اسرائيل أتو الى قبر سام بن نوح عليه السلام فقالوا له يا روح الله أدع الله تعالى ان يحيى لنا صاحب هذا القبر حتى نسمع منه حديث الموت فجاء عيسى عليه السلام الى قبره فصلى ركعتين ودعا الله تعالى ان يحيى سام بن نوح فأحياه الله تعالى فقام واذا راسه ولحيته قد أبيضتا فقال له ماهذا الشيب فأنه لم يكن فى زمانك قال سمعت الندا فظننت ان القيامة قد قامت فشاب رأسى ولحيتى من الهيبة فقال له منذ كم انت ميت قال منذ اربعة الاف سنة وما ذهبت مرارة الموت عنى . وقال وهب ابن منيه رضى الله عنه بلغنا انه ما من ميت يموت حتى يرى الملكين أللذين كانا يحفظان عمله فى الدنيا فان صحبهما بخير قالا جزاك الله عنا خيرا فكم من مجلس خير قد اجلستنا وعمل صالح قد احضرتنا وان كان رجل سؤ قالا له لاجزاك الله عنا خيرا فكم من مجلس شر اجلستنا ومن كلام سؤ قد أسمعتنا قال فذلك الذى بشخص بصر الميت ثم لا يرجع الى الدنيا أبدا . وروى عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جنازة رجل من الانصار فانتهينا الى القبر ولم يلحد بعد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كان على رؤسنا الطير وبيده عود ينكت به الارض فرفع رأسه وقال أستعيذوا بالله من فتنة القبر ومن عذابه مرتين او ثلاثا ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان فى اقبال من الاخرة وانقطاع من الدنيا نزلت اليه ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس ومعهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت فيجلس عند رأسه ويقول ايتها النفس المطمئنة الزاكية اخرجى الى مغفرة الله ورضوانه قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء فيأخذونها ولا يدعونها فى يده طرفة عين فيجعلونها فى ذلك الكفن والحنوط فيخرج منها أطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملآ من الملائكة ألا قالوا ما هذه الروح الطيبة فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه حتى ينتهوا بها الى سماء الدنيا فيستفتحون لها فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التى تليها حتى ينتهوا بها الى السماء السابعة فيقول الله تعالى اكتبوا كتابه فى عليين وأعيدوه الى الارض منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى فتعاد روحه فى جسده ويأتيه ملكان فيقولان له من ربك فيقول ربى الله فيقولان له ما دينك فيقول دينى الاسلام فيقولان له ماتقول فى هذا الرجل الذى بعث فيكم أهو رسول الله فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له وما علمك به فيقول قرأت كتاب الله وأمنت به وصدقته قال فينادى مناد من السماء صدق عبدى فافرشوا له من الجنة والبسوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة فيأتيه من ريحها وطيبها وروحها ورائحتها ويفسح له فى قبره مد البصر ويأتيه رجل حسن الوجه طيب الرائحة فيقول له أبشر بالذى يسرك هذا يومك الذى كنت توعد فيقول من انت فيقول انا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة شوقا الى ما يرى من النعيم ........ يتبع بأذن الله تعالى