قلنا فيما سبق عن ما قاله رسول الله عن العبد المؤمن اذا كان فى اقبال من الاخرة وانقطاع عن الدنيا واليوم نكتب عن ماقاله صلى الله عليه وسلم عن العبد الكافر اذا كان فى اقبال من الدنيا وانقطاع من الاخرة فيقول عليه الصلاة والسلام تنزل اليه ملائكة سود الوجوه ومعهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجى الى سخط الله وغضبه فتتفرق فى الاعضاء كلها فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول فتتقطع الاعضاء كلها فيأخذها فلا يدعونها فى يده طرفة عين فيأخذونها فيجعلونها فى تلك المسوح وتخرج منها رائحة منتنه كأنتن رائحة وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملآ من الملائكة الا قالوا ما هذة الروح الخبيثة فيقولون هو فلان بن فلان بأقبح اسمائه حتى ينتهوا بها الى سماء الدنيا فيستفتحون فلا يفتح لهم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى سم الخياط ويقول الله تعالى اكتبوا كتابه فى سجين ثم تطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوى به الريح فى مكان سحيق فتعاد روحه فى جسده ثم يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدرى فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدرى فيقولان له ما تقول فى هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقول هاه هاه لا ادرى فينادى مناد من السماء كذب عبدى فافرشوا له من النار والبسوه من النار وافتحوا له بابا الى النار فيدخل عليه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تحتلف عليه اضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول له أبشر بالذى يسوءك هذا يومك الذى كنت توعد فيقول له من انت فيقول انا عملك الخبيث السئ فى دار الدنيا فيقول رب لاتقم الساعة . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سكرات الموت اشد من ألف ضربة بالسيف وان بعده سبعين هولا كل هول أشد من الموت بسبعين ضعفا . وقال الحسن البصرى رحمه الله تعالى تفكرت ليلة فى الموت والقبر فرأيت تلك الليلة كأنى فى المقابر والاموات فى لحودهم ولهم فرش ورائحة طيبة فقلت من هؤلاء فقيل لى هم المطيعون وهم فى كرامة الله الى يوم يبعثون قلت فأين المذنبون فقيل لى غارت بهم الارض فى ظلمات الوحشة ومهاوى القطيعة لا يرون ولا يرون شتان بين الطائفتين من كانت الدنيا سجنه كان القبر فرجه ومن كانت فرجه كان القبر سجنه ومحنته مانالوا حلاوة الوصل وراحة الوجد الا بعد مرارة التعب ما طربوا على سماع الايقاع الا بسد السمع ولا شاهدوا وجه الجمال الا بغض البصر ولا سكروا من المحبة ألا بعد شراب الشوق ........يتبع بأذن الله تعالى