قلنا فيما سبق ان أقسام الايمان خمسة كما قال ابن العربى وهم أيمان التقليد وايمان علم وايمان عيان وايمان حق وأيمان حقيقه وان الشرع الشريف نهى وحذر عن امور منافية للايمان وحكم بكفر من يرتكبها حتى وان كان مصدقا بقلبه ومنقادا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك الشك فى أيات القرأن او تكذيب شيئا من النصوص الشرعية الثابت ورودها عن الرسول عليه الصلاة والسلام واستكمالا لامثال هذه الاعمال المنافية للايمان فنذكر منها انكار رساله واحد من الرسل المجمع على رسالته كالخمسة والعشرين المذكورين فى القرأن مذكور منهم ثمانية عشر فى قوله تعالى تلك حجتنا أتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين . فى سورة الانعام وقد نظم الباقى فقال ادريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل أدم بالمختار قد ختموا . بخلاف المختلف فى رسالتهم وهم ثلاثة ذو القرنين والعزيز ولقمان . او زاد حرفا فيه مجمعا على نفيه معتقدا انه منه او كذب رسولا أو شتمه أو نقصه أو نقص ملكا ومنه قول بعض العوام فى حق رجل عبوس الوجه انك كعزرائيل فان اراد بهذا اللفظ تنقيص الملك يكفر اما اذا قصد تنقيص المخاطب فلا يكفر ةمنها ان يقول لمسلم يا كافر أو يا نصرانى أو يا يهودى أو يا عديم الدين مريدا أن الذى عليه المخاطب من الدين كفر وكأن يقول لو أمرنى الله بكذا لم أفعله او لو صارت القبلة فى جهة كذا ما صليت اليها أو لو أعطانى الله الجنة ما دخلتها مستخفا او مظهر للعناد فى الكل وكأن يقول لو أخذنى الله بترك الصلاة مع ما انا فيه ظلمنى أو قال لفعل حدث هذا بغير تقدير الله أو قال لحكم حكم به من الاحكام الشرعية ليس هذا الحكم أو لا أعرف الحكم مستهزئا بحكم الله او قال عند رؤية جمع وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا بقصد الاستخفاف أو الاستهزاء وكذا كل موضع استعمل فيه القرأن بذلك القصد فان كان بغير ذلك القصد فلا يكفر لكن قال الشيخ احمد ابن حجر رحمه الله لا تبعد حرمته وكذا يكفر من قال اكون قوادا ان صليت أو قال ما أصبت خيرا منذ صليت او الصلاة لا تصلح لى بقصد الاستخفاف بها أو الاستهزاء أو استحلال تركها أو التشاؤم بها أو قال لمسلم أنا عدوك وعدو نبيك أو قال لشريف أنا عدوك وعدو جدك مريدا النبى صلى الله عليه وسلم أو يقول شيئا من نحو هذه الالفاظ البشعة الشنيعة وقد عد الشيخ احمد ابن حجر والقاضى عياض رحمهما الله تعالى فى كتابيهما الاعلام والشفا أشياء الى ان كل عقد أو فعل أو قول يدل على استهانة أو استخفاف بالله أو كتبه او رسله أو ملائكته أو شعائره أو معالم دينه أو احكامه أو وعده أو وعيده كفر أو معصية فليحذر الانسان منذلك بجهده . يتبع بأذن الله تعالى