يجب على من وقعت منه ردة كما بينا فيما سبق العودة فورا الى الاسلام بالنطق بالشهادتين والاقلاع عما وقعت به الردة ويجب عليه الندم على ما صدر منه والعزم على ان لايعود لمثله وقضاء ما فاته من واجاجبات الشرع .
ترتيب درجات الاعتقاد
قال الامام الغزالى رحمه الله فمن فضل الله سبحانه وتعالى على قلب الانسان أن شرحه فى أول نشوه للايمان من غير حاجه الى حجه وبرهان وليس الطريق فى تقوية الانسان ان يعلم صنعة الجدل والكلام بل يشتغل بتلاوة القرأن وتفسيره وقراءة الحديث ومعانيه فلا يزال اعتقاده يزداد رسوخا بما يقرع سمعه من أدلة القرأن وحججه وبما يرد عليه من شواهد الاحاديث وفوائدها وبما يستطع عليه من انوار العبادات ووظائفها وبما يسرى اليه من مشاهدة الصالحين ومجالستهم وسيماهم وسماعهم وهيأتهم فى الخضوع لله عز وجل والخوف منه والاستكانه له فيكون اول التلقين كالقاء بذر فى الصدر وتكون هذه الاسباب كالسقى والتربية له حتى ينمو ذلك البذر ويقوى ويرتفع شجرة طيبة راسخة اصلها ثابت وفرعها فى السماء وينبغى ان يحرس سمعه من الجدل والكلام غاية الحراسة فان ما يشوشه الجدل اكثر مما يمهده وما يفسده اكثر مما يصلحه . ( واعلم ) انه يجب على كل من بلغ عاقلا سواء كان ذكر او انثى ان يعرف الصفات الواجبه لله تعالى والصفات المستحيله عليه تعال والصفات الجائزة عليه تعالى وكذا يجب عليه ان يعرف مثل ذلك فى حق الانبياء والرسل والملائكة عليهم الصلاة والسلام وان يعرف ما أخبر به الانبياء عليهم الصلاة والسلام من احوال الموت والقبر وما بعدهما . وقال فى لوقح الانوار اعلم ان أكمل العلماء بالله عند علماء الكلام من أوغل فى تحرير الادلة وكل ما قام بباطنه أمر نفاه من ذهنه وغاية هذا انه وقف بعد التعب العظيم مع قوله تعالى ليس كثله شئ وضيع عمره فى التفكر فى من لا تصح معرفته بالفكر ( اى فى من لا تصح معرفة كنة ذاته العلية ) وشغل قلبه بما نهاه الله تعالى عنه من طريق الاشارة لقوله تعالى ويحذركم الله نفسه فان أكمل الناس ادبا مع الله تعالى من كان هذا الامر بدايته الذى ترقى عنها فاستراح من الخوض فى ذات ربه بغير علم من اول قدم وفرغ المحل فبقى قابلا للمواهب والاسرار . انتهى فأعلم ذلك وتأمل فى هذا المحل فانه نافع جدا والحمد لله رب العالمين . وقد أجمعوا على ان من شروط العلم ان يرفع الخيال فالكامل فى المعرفة من عظمت فى الله تعالى حيرته ودامت حسرته ولم ينل منه مراده ولم يتحصل على أمر يضبطه منه فى نفسه فأعلم ذلك يا اخى ويا اختى ونزهوا ربكم عن الخيالات والاشكال حال مراقبتكم وغيرها فان الحق تعالى بخلاف ذلك بأجماع اهل الكشف والنقل والحمد لله رب العالمين وكان الشيخ محى الدين بن العربى رضى الله عنه يقول كثيرا ان الذات المقدس لا تدخل تحت احاطة علم ولا ادراك وكان يقول غاية علم الاولياء بالله بالله ان يعمل الولى الى مقام حصول التجليات لا غير واما تجليه سبحانه وتعالى لاحد فلا يصح لاحد علمه لانه من خصائص علم الحق تعالى بنفسه . ( بل ) يجب علينا ان نعرف الله عز وجل بأسمائه وصفاته التى ورد بها الشرع الشريف على لسان رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام ...............يتبع بأذن الله تعالى