الحمد لله رب العالمين والعاقبه للمتقين ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى أله الطيبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين وعلى عباد الله الصالحين اما بعد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد ان ينظر الى عتقاء الله من النار فلينظر الى المتعلمين فوالذى نفس محمد بيده ما من متعلم يختلف اى يتردد الى باب العالم الا كتب الله له بكل حرف وبكل قدم عبادة سنه وبنى له بكل قدم مدينه فى الجنة ويمشى على الارض والارض تستغفر له ويمسى ويصبح مغفورا له وشهدت له الملائكة ويقولون هؤلاء عتقاء الله من النار وقال صلى الله عليه وسلم ما عبد الله بشئ افضل من فقه فى الدين . ثم أعلم أيها الحريص المقبل على اقتباس العلم انك ان كنت تقصد بطلب العلم المنافسة والمباهاة والتقدم على الاقران واستمالة وجوه الناس اليك وجمع حطام الدنيا فانت ساع فى هدم دينك وهلاك نفسك وبيع اخرتك بدنياك وصفقتك خاسرة وان كانت نيتك وقصدك بينك وبين الله تعالى من طلب العلم الهداية فأبشر فأن الملائكة تبسط لك اجنحتها اذا مشيت وحيتان البحر تستغفر لك اذا سعيت . ولذا نجد انه من الواجب الدائم علينا ان نذكر فضائل الائمة الاربعة اصحاب المذاهب الاربعة رضى الله تبارك وتعالى عنهم . فى الروض الفائق ما نصه قال بعض الصالحين رأيت فى النوم كأنى دخلت الجنة فرأيت فى وسطها عمودا من نور ورأيت أربعة يجرونه باربعة سلاسل من جهاته الاربع وهو ثابت لايتغير من مكانه فقلت يا لله العجب لو جره هؤلاء من فرد جهة واحدة لكان أسهل عليهم فسئلت بعض الملائكة عن ذلك فقالوا لى هذا العمود هو دين الاسلام وهذه الاربع سلاسل المذاهب الاربعة وهؤلاء الذين يجرونه هم أئمة الاسلام الشافعى واحمد وابو حنيفة ومالك رضى الله تعالى عنهم أجمعين فاتفاقهم حجة قاطعة وقولهم حق واختلافهم رحمة للمسلمين فلا يفرق بين الائمة الا محروم وقد ذكر الشيخ الشعرانى رحمة الله تعالى فى الطبقات ما ملخصه وكل من ترك التعصب ونظر فى اقوال المجتهدين وجدها كالنجوم فى السماء ووجد المعترض عليهم كالذى ينظر خيال تلك النجوم على وحه الماء فلا يعرف حقيقتها ولا مدركها فالله تعالى يرزق جميع اخواننا من المجتهدين فى المذاهب الادب من جميع أئمة المذاهب الاربعة فاذا قلتم ان جميع يخرج به المجتهدين لا يخرج شئ منها عن الشريعة فاين الخطأ الوارد فى حديث اذا اجتهد الحاكم وأخطأ فله اجر وان أصاب فله اجران مع استمداد العلماء كلهم من بحر الشرية اذن ان الملراد هنا بالخطأ هو خطأ المجتهد فى عدم مصادقة الدليل فى تلك المسئلة لا الخطأ الذى يخرج به عن الشريعة لانه اذا خرج عن الشريعة فلا اجر له . لذا يجب ان يكون أعتقادنا ان سائر أئمة المسلمين على هدى من ربهم فى جميع اقوالهم وما ثم الا قريب من عين الشريعة وأقرب وبعيد عنها وأبعد بحسب طول السند وقصره وكما يجب علينا الايمان بصحة جميع شرائع الانبياء قبل نسخها مع اختلافها لظاهر شريعتنا فكذلك يجب على المقلد اعتقاد صحة مذاهب جميع المجتهدين الصحيحة والتى لاتخرج اجتهادتهم عن الشريعة فالانسان كلما بعد عن شعاع نور الشريعة خفى مدركه وظن غيره ان كلامه خارج عن الشريعة وهو ما صادفته فى الفترة الماضية من تعليقات على بعض ما ينشر فكما تشرفت بتعليقات من اشخاص على درجات مشرفة من العلم فى الدين وكثير ممن أسعدونى بطيب دعائهم الا انى فوجئت بقليل من الاشخاص تسعى الى المجادلة دون البحث او التحقق مما يكتب وكان اخرها شخص يسئلنى فيما كتب فى موضوع الملائكة من مالك ومن رضوان ؟ عليهم السلام واخر يطلب منى اسماء المصادر التى ذكرت ان عزرائيل هو ملك الموت واخر طلب حجة أو نظرية تثبت صحة ما كتبت فى نفس الموضوع والحقيقة انى تئلمت ان اصادف مثل هؤلاء الذين يبحثون عن الجدال والمجادلة فان أجبت فى شئ أجد سؤال اخر وكأننا فى حلقة صراع ولا أفهم من ذلك سبيلا وفى نفسى ان الباحث يستطيع ان يجد صحت ما كتب أو خطئه او خروجه عن شرع الله بأن يعود الى البحث قبل ان يسئل وقد يجد ما هو افضل فى الاجابة من اجابتى عليه . وفى الاخير احب ان أوضح لكل من يتابع أنى أعتبر نفسى ناشر لمجموعة من كتب العلماء والمشايخ من مجموعة كتب قد من الله على بها محاولا ان استخلص منها ما يفيدنا فى ديننا ولما رأيت ان هناك أشياء كثيرة تستحق ان يستفيد منها الناس فى دينهم ودنياهم كان قرارى ان اقف على عمل هذه الصفحة أنوار علوم الحقيقة والشريعة قاصدا بها وجه الله تعالى داعيا ان يوفقنى فى ذلك سألا له عز وجل ان يجعلها لى صدقة جارية فياأخى وياأختى ويا كل من تشرفت بهم على هذه الصفحة ومن خارجها أجعلوا من العلم مقصدكم للوصول الى صدق الايمان والله ولى التوفيق .......يتبع بأذن الله تعالى