وفى هذا تهديد لآنه سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شئ ( لله ما فى السموات وما فى الارض ) خلقا وملكا وعبيدا ( وان تبدوا ) تظهروا ( ما فى أنفسكم ) من السؤ والعزم عليه ( أو تخفوه ) تسروه ( يحاسبكم ) أى يجزيكم ( به الله ) يوم القيامة والاية حجة على من أنكر الحساب كالمعتزله والروافض ( فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير ) فيقدر على جزائكم ومحاسبتكم ( امن ) صدق ( الرسول ) محمد صلى الله عليه وسلم ( بما انزل اليه من ربه ) من ألقران ( والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) قيل افراد الرسول بالحكم اما لتعظيمه او لان ايمانه عن مشاهدة وعيان وايمانهم عن نظر واستدلال يقولون ( لا نفرق بين أحد من رسله ) فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعل اليهود والنصارى ( وقالوا سمعنا ) ما أمرنا به سماع قبول ( وأطعنا ) امرك نسألك ( غفرانك ربنا واليك المصير ) أى المرجع بعد الموت وهو أقرار منهم بالبعث ولما نزلت لله ما فى السموات وما فى والارض وان تبدوا ما فى انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ألاية شكا المؤمنون من الوسوسه وشق عليهم المحاسبة بها نسخها الله تعالى بقوله تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) أى ما تسعه قدرتها ( لها ما كسبت ) من الخير أى ثوابه ( وعليها ما أكتسبت ) من الشر أى وزره ولا يؤاخذ احد بذنب احد ولا بما لم يكسبه مما وسوست به نفسه وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز عن امتى ما وسوست به أنفسها ما لم تتكلم او تعمل به ( ربنا لا تؤاخذنا ) اى لاتعاقبنا ( ان نسينا او أخطأنا ) اى بما ادى بنا الى النسيان أو الخطأ من تفريط وقلة مبالاة لان المؤاخذة انما هى بالمقدور والنسيان والخظأ اى لاتؤاخذنا بهما كما أخذت به الذين من قبلنا قال الكلبي كان بنوا اسرائيل اذا نسوا شيئا مما أمروا به او أخطئوا عجلت لهم العقوبة فحرم عليهم شئ من مطعم او مشرب على حسب ذلك الذنب فأمر الله المؤمنين ان يسألوه ترك مؤاخذاتهم بذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع عن امتى الخطئ والنسيان وما استكرهوا عليه . فأن قيل النسيان والخطأ متجاوز عنهما فما معنى الدعاء بترك المؤاخذة بهما فنجيب بان المراد بذكرهما ما هما مسببان عنه من التفريط والاغفال ألا ترى الى قوله وما انسايناه الا الشيطان والشيطان لايقدر على فعل النسيان وانما يوسوس فتكون وسوسته سببا للتفريط الذى منه النسيان وفى البيضاوى فان الذنوب كالسموم فكما ان تناولها يؤدى الى الهلاك حتى وان كان خظئ فتعاطى الذنوب لا يبعد أن يفضى الى العقاب وان لم يكن عزيمة لكنه تعالى وعد التجاوز عنه رحمة وفضلا فيجوز ان يدعوا الانسان به استدامه واعتدادا بالنعمة فيه ويجوز ان يدعوا الانسان بما علم أنه حاصل له قبل الدعاء من فضل الله لاستدامته وذكره بلفظ الدعاء على معنى التحدث بنعمة الله فيه قال الله تعالى واما بنعمة ربك فحدث . ( ربنا ربنا لاتحمل علينا اصرا ) صدق الله العظيم .......يتبع بأذن الله تعالى