الحمد لله العلى المجيد الولى الحميد المبدئ المعيد الفعال لما يريد المتوحد فى جلال كبريائه من غير تكييف ولا تحديد الذى لاينفذ ملكه ولا يبيد خلق الخلائق وسلكهم احسن الطريق الى الامر الرشيد وصورهم فأحسن صورهم وبشرهم فى الجنة بالتنعيم والتخليد بصرهم بعين الاعتبار وحذرهم عذاب النار والوعيد وأزمهم شكره وضمن لهم من فضله المزيد وحكم عليهم بالموت فالاحد عنه محيص ولا محيد فكم أثكل خليلا بفراق خليله وكم أيتم ولدا وشغله ببكائه وعويله فهو لا يبدئ بعد رحيله ولا يعيد حكم بالموت علىأهل هذه الدار وجعلهم غرضا لسهام الاقدار الاحرار منهم والعبيد أوحش المنازل من أقمارها ونفر طيور الارواح من أوكارها وعوضهم عن لذة العيش بالتنغيص والتنكيد فالملك والمملوك والغنى والصعلوك كلهم سواء فى القفر والبيد فسبحان من أذل بالموت من الجبابرة كل جبار عنيد وكسريه من الاكاسرة كل بطل صنديد أخرجهم من سعة القصور الى ضيق القبولر وقطع حبل أمدهم المديد أخذ به الاباء والجدود والاطفال من المهود وأسكنهم اللحود وعفر وجوههم فى التراب والصعيد وساوى فى الموت بين الكبير والصغير والغنى والفقير والمأمور والامير والوالد والوليد أخمد به ذكر الذكور والاناث فهم فى سجن الاجداث الى يوم الوعيد أفلا يعتبر العاقل بمصرعهم وقد ساروا بأجمعهم الى منازل التفريد أين أهل المدن والحصون أين أرباب المعانى والفنون أين المتحصنون بكل حصن منيع وقصر مشيد أما أصبح منهم ذو الشدة والبأ س بعد القرب والايناس فى ظلمة اللحد وهو وحيد أما وعطمهم الموت بمن أخذ منهم من شقى وسعيد وقريب وبعيد أما انذرهم قول الملك المجيد وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد فيا غافلا عن الموت وقد هدم ركن عمره المشيد الى متى أنت فى نوم غفلتك لاتبدى ولا تعيد أما هيجك الوعج أما أنذرك الوعيد أما سمعت قول العزيز الحميد وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .