قوله تعالى ( ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين )

الظن يحصل للانسان من قبل نفسه فيصدقه عليه الشيطان ولذا قال تعالى وما كان له عليهم من سلطان أى ابليس فهو لا يجئ للانسان بالوساوس الا بعد أن يؤتيها من قبل نفسه فيلقى ابليس المجال لتصديق هذه الوساوس وليس انه لولا ابليس ما عصى الناس الله تعالى فان ابليس عصى من قبل وليس له شيطان وهو ايضا يخطب على منبر فى النار بما حكى الله تعالى عنه فى القرأن (  وقال الشيطان لما قضى الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان ألا أن دعوتكم فاستجبتم لى ) وهذا الظن وقع فيه الناس الا من عصمه الله تعالى ولذا قال تعالى ( ألا فريقا من المؤمنين ) يعنى لا المؤمنون جميعهم بل فريق منهم نسأل الله العافية والسلامة  . فانك ترى انك لولا سعيك فى الرزق لما اكلت ولا اكتسبت فلو تأملت قوله تعالى  ولو أن اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض . وقال تعالى ولو انهم أقاموا التوارة وألانجيل وما انزل اليهم من ربهم لآكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم . وهذا وان كان فى بنى اسرائيل فهو عام لان القرأن أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتخلق به هو وامته . وقوله تعالى وما خلقت الانس والجن ألا ليعبدون ما اريد منهم رزق . أى لهم وما أريد ان يطعمون . وقال تعالى وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم . أتى بقوله الله يرزقها بأضافة الرزق اليها ثم عطف بقوله واياكم  تنكيتا لابن ادم الذى ظن صدقه وصار عازما جازما بأنه لو لم يسعى ما رزق كذلك العلم ظن الانسان من قبل نفسه أن العلم هو ما عليه الناس الان كعلم الاصول فصدقه عليهم ابليس وصاروا عازمين جازمين بان ذلك هو العلم ولا علم غيره فتجد الرجل يصدق قول الرجل اذا نقله له عن صاحب فكره ومذهبه ويعلم أنه صادق لا ريب فيه فيحكم به وهو يعلم علما يقينا أن الشاهد الواحد لا تقبل شهادته حتى ينضم اليه اخر أو أمرأتان فيرمى هذا اليقين الذى هو من قبل الله تعالى ثم يعمل بظنه الذى حصل عن اخبار المخبر له بأن صاحب مذهبه قال كذا فيصدقه عليه ابليس ويرى ان ذلك هو الحق وقد يكون كلام امامه معارضا لكتاب الله تعالى او لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللذين جميع الامة متلقيه لهما بالقبول عن النقل الصحيح الذى لايشك فى صحة نقلهما من له ادنى مسكة بالاسلام فأن وجدنا تأويلا قطر كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الى قول امامه وان لم يجد تأويلا رماهما وعمل بقول أمامه ويقول لو كان هذا الحديث صحيحا لعلمه امامى لى ولقد صدق عليهم ابليس ظنه واضافة الظن الى ابليس لكونه كان بسببه المجال فى تصديق الظن أللهم اعذنا من الشيطان حتى لايكون له علينا سلطان وروى ابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالبغيض النافع التلبينه فو الذى نفسى بيده انه ليغسل بطن احدكم كما يغسل احدكم الوسخ عن وجهه وروى احمد والبخارى ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال التلبينة مجمة لفؤاد المريض فهى تذهب ببعض الحزن . أنتهى ........نتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة