أى لاتكلفنا أمرا يثقل علينا حمله ( كما حملته على الذين من قبلنا ) اى بنى اسرائيل من قتل النفس فى التوبه واخراج ربع المال فى الزكاة وقطع موضع النجاسة من الجلد والثوب وغير ذلك قاله الكشاف وقيل خمسين صلاة فى اليوم والليلة ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة ) أى قوة ( لنا به ) من البلاء والعقوبة ومن التكاليف التى لا تفى به الطاقة البشرية وهو يدل على جواز التكليف بما لايطاق وألا لما سئل التخلص منه ( واعف عنا ) اى أمح ذنوبنا ( واغفر لنا ) أى استر علينا ذنوبنا ولا تفضحنا بالمؤاخذة بها ( وارحمنا ) وتعطف بنا وتفضل علينا فأننا لا ننال العمل بطاعتك الا برحمتك ولا نترك معصيتك الا برحمتك ( انت مولانا ) لأى سيدنا ومتولى أمورنا ( فأنصرنا على القوم الكافرين ) بأقامة الحجة والغلبة فى قتالهم روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أنزل الله تعالى أيتين أولهما أمن الرسول من كنوز الجنة كتبهما الرحمن بيده قبل ان يخلق الخلق بألفى سنة من قرأهما بعد العشاء الاخرة لان المغرب يقال لها العشاء الاولى اجزأتاه عن قيام الليل والكتابة باليد تمثيل وتصوير لاثباتهما وتقديرهما بألفى سنة تصوير وذلك لقدمهما لآن مثل هذا يقال لطول الزمان لا للتحديد وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ الايتين من أخر سورة البقرة فى ليله كفتاه. أى عن قيام الليل أو عن كل ما يسؤه وهذا يرد قول من أستنكر أن يقال سورة البقرة وقال ينبغى ان يقال السورة التى يذكر فيها البقرة كما قال عليه الصلاة والسلام السورة التى تذكر فيها البقرة فسطاط القرأن فتعلموها فأن تعلمها بركة وتركها حسرة ولن تستطيعها البطلة قيل وما البطلة قال السحرة أى انهم مع براعتهم فى اعمالهم لا يوفقون لتعليمها أو التأمل فى معانيها أو العملبما فيها وسموا بالبطلة لانهماكهم فى الباطل او لبطالتهم عن أمر الدين . وفى تعريف كلمة الفسطاط كما قال صلى الله عليه وسلم بأن سورة البقرة هى فسطاط القران فالفسطاط يعنى الخيمة او المدينة الجامعة وقد سميت بها السورة لاشتمالها على معظم اصول الدين وفروعه والارشاد الى كتير من مصالح العباد ونظام النعاش ونجاة المعاد وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ان الله تعالى كتب كتابا قبل ان يخلق السموات والارض بألفى عام فأنزل منه أيتين ختم بهما سورة البقرة فلا يقرأن فى دار ثلاث ليال فلا يقربها شيطان . انتهى الى هنا سوف نتوقف عن كتابة ما تبقى من التفسير لوقت لاحق بأذن الله تعالى لنعاود الكتابة فى مجموعة انوار علوم الشريعة والحقيقة لاخراج الامة من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ومن شدائد يوم القيامة داعين الله تعالى ان يكون علم ينتفع به ...... يتبع بأذن الله تعالى