تابع أيات من القرأن ( قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة فى القربى )

وقد راى ابن عباس حمل القربى فى الاية على العموم ففى البخارى وغيره عنه أن ابن جبير لما فسر القربى بأل محمد قال له عجلت أى فى التفسير انه صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن فى قريش ألا كان له فيه قرابة فقال ألا ان تصلوا ما بينى وبينكم من القرابة وفى رواية عنه قل لاأسألكم على ما أدعوكم عليه اجرا ألا المودة تودونى بقرابتى فيكم وتحفظونى فى ذلك وفى أخرى عنه أنهم لما أبوا ان يبايعوه أنزل الله عليه ذلك فقال صلى الله عليه وسلم ياقوم اذا ابيتم ان تبايعونى فاحفظوا قرابتى ولا تؤذونى وتبعه على ذلك عكرمة فقال كانت قريش تصل الارحام فى الجاهلية فلما دعاهم صلى الله عليه سلم الى الله خالفوه وقاطعوه فامرهم بصلة الرحم التى بينهم وبينه فقال ان لم تحفظونى فيما جئت به فاحفظونى لقرابتى فيكم وجرى على ذلك ايضا قتادة والسدى وعبد الرحمن ابن يزيد بن اسلم وغيرهم وغيرهم ويؤيده ان السورة مكية ورواية نزولها فى المدينة لما فخرت الانصار على العباس وابنه ضعيفة وعلى فرض صحة ذلك تكون نزلت مرتين ومع ذلك فهذا كله لا ينافى ما مر من تخصيص القربى بأل محمد لان من ذهب اليه كابن جبير اقتصر على أخص افراد القربى وبين ان حفظهم أكد من حفظ بقية تلك الافراد ويستفاد من الاقتصار عليها طلب مودته صلى الله عليه وسلم وحفظه بالاولى لانه اذا طلب حفظهم لاجله فحفظه هو اولى بذلك وأحرى ولذا لم ينسب ابن عباس ابن جبير الى الخطأ بل الى العجلة أى عن تأمل ان القصد من الاية العموم والاهم منها وده صلى الله عليه وسلم . وللاية مقصد ثانى تضمنته من طلب محبة أله صلى الله عليه وسلم وان ذلك من كمال الايمان ولتوضيح ذلك المقصد بأية اخرى ثم بذكر الاحاديث الواردة فيه قال الله تعالى ( ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) فقد اخرج الحافظ السلفى عن محمد بن الحنفية أنه قال فى تفسير هذه الاية لايبقى مؤمن الا وفى قلبه ود لعلى واهل بيته وصح انه صلى الله عليه وسلم قال احبوا الله لما يغذوكم به من نعمة وأحبونى لحب الله عز وجل وأحبوا أهل بيتى لحبى . واخرج البيهقى وابو الشيخ والديلمى انه صلى الله عليه وسلم قال لايؤمن عبد حتى أكون احب اليه من نفسه وتكون عترتى أحب اليه من نفسى وتكون اهلى احب اليه من أهله وتكون ذاتى احب اليه من ذاته . واخرج الديلمى أنه صلى الله عليه وسلم قال ادبوا اولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب اهل بيته وعلى قرأة القرأن والحديث وفى رواية انه صلى الله عليه وسلم والذى نفسى بيده لايدخلوا الجنة حتى يؤمنوا ولا يؤمنوا حتى يحبوكم لله ولرسوله أترجوا مراد شفاعتى ولا يرجوها بنو عبد المطلب وفى رواية أخرى لن يبلغوا خيرا حتى يحبوكم لله ولقرابتى . واخرج ابو بكر الخوارزمى انه صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ووجهه مشرق كدائرة القمر فسأله عبد الرحمن ابن عوف فقال بشارة أتتنى من ربى فى اخى وابن عمى وابنتى بأن الله زوج على من فاطمة وامر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى فحملت رقاقا يعنى يعنى صكا كا بعدد محبى اهل البيت وأنشا تحتها ملائكة من نور دفع الى كل ملك صكا فأذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة فى الخلائق فلا يبقى محب لاهل البيت الا دفعت اليه صكا فيه فكاكه من النار فصار اخى وابن همى وابنتى فكاك رقاب رقاب رجال ونساء من أمتى من النار أللهم أرزقنا دوام محبتهم . وفى الاية مقاصد كثيرة منها التحذير من بغضهم ومنها الحث على صلتهم وادخال السرور عليهم وايضا العمل على توقيرهم وتعظيمهم والثناء عليهم . ولم تزل انساب اهل البيت النبوى مظبوطه على تطاول الايام واحسابهم التى بها يتميزون وقد ألهم الله من يقوم بتصحيحها فى كل زمان ومن يعتنى بحفظ تفاصيلها فى كل اوان . هذا وقد ورد التحذير فى الانتساب ففى صحيح البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنتسب الى غير ابيه او تولى الى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس احمعين والاحاديث فى ذلك كثيرة أعاذنا الله من الكذب وحشرنا فى ذمرة اهل هذا البيت النبوى المعظم المكرم فأننا من محبيهم . 

المشاركات الشائعة