وكان سبب نزول هذه الاية ان الصحابة رضوان الله عليهم قالوا لما نزل تحريم الخمر يا رسول الله كيف باخواننا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر وياكلون من مال الميسر فنزلت هذه الاية ( ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين ) فكرر لفظ اتقوا ثلاثا ولفظ امنوا ثلاث وقال فى أخرها وأحسنوا مرة واحدة أى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ليس عليهم جناح فيما طعموا من الطيبات من الرزق ثم كلما طعموا زادهم ايمانا وتقوى واذا كان الاكل والشرب بالنية على تقوية الاعضاء للطاعة زادك ايمانا وتقوى ولان الصحابة منهم من حرم الدسم ومنهم من حرم النكاح ليفرغوا للعبادة ثم قال تعالى ثم اتقوا واحسنوا اى ان الاحسان مقارن للتقوى والايمان وفى الحديث انه نزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الاسلام قال الاسلام ان تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤدى الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال ما الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال ما الساعة قال ما المسؤل عنها بأعلم من السائل. فأذا كان الاحسان مقارنا للايمان والتقوى فمن جمعهم فى نفسه فقد احبه الله واذا احبه الله فقد صار سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ولسانه الذى ينطق به كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فكيف يخافون ويحزنون وقد صار الحق منهم بهذة الصفة انتهى .........يتبع بأذن الله تعالى