لحمد لله المتوحد بجلال البهاء المنفرد بدوام البقاء المتعالى عن الزوال والفناء المقدس عن الاباء والابناء المتردى برداء العظمة والكبرياء العليم بجميع الاشياء الذى جل عن الابتداء والانتهاء السميع الذى لا تشتبه عليه الاصوات المختلفة فى الدعاء البصير الذى يبصر دبيب النمل على الرمل فى الليلة الظلماء العليم الذى لا يعزب عن عمله مثقال ذرة فى الاض ولا فى السماء الحليم الذى يسبل على من عصاه جميل الستر والغطاء المنعم على من أتقاه بجزيل النعم والعطاء الحكيم الذى رفع السماء بغير عمد فى جو الهواء وبسط بساط الارض بحكمته على تيار الماء الذى تعالى على الاضداد والانداد والقرناء وجل عن الصاحبه والاولاد والشركاء المطلع الذى لا يستتر عنه سر الضمير فى جميع الاوقات والاناء ولا يخفى عليه شئ فى الارض ولا فى السماء . فسبحان من قدر الازمان وفصل الفصول وأغرق فى بحر معرفته الافكار والعقول وحير فى كنة ذاته الافهام فما لها الى معرفة صمديته وصول وخص شهر رمضان بالعفو والغفران والبشره والرضوان والسرور والقبول ووعد من صامه ببلوغ المقصود والمأمول فطوبى لمن تلقاه بالعمل الصالح وطهر فيه الجوارح من اشك والغلول فانتبه أيها الغافل من سنة الغفلة وبادر مادام فى الوقت مهلة قبل مسير القفول فسبحان من أختص اقواما بخدمته وشغلهم بمحبته فما لهم بغيره اشتغال صاموا عن الشهوات فمحا عنهم السيئات وبلغهم المقاصد والامال أعانهم على الصيام فصاموا وأقامهم فى الظلام فقاموا الى خدمته فى الليالى الطوال سمعوا فى صحيح السنة ان الصوم جنة فحموا نفوسهم من قبيح الفعل والمقال فيا سعادة من قبلت منه فى شهره الاعمال وياشقاوة من فرط فى صيامه بالاهمال ولم يحظ فى شهره بفطره على شئ من الحلال ولم يزل منكبا عن الطريق مكبا على ما لايليق من قبيح الخلال أسمع يا من هذه صفاته وقد قربت وفاته وهو لاعب بطال ( كان وكان ) . فسبحان من افترض صوم شهر رمضان على أمة الاسلام وحباهم بالفضل والاحسان وخصهم فيه بالعتق من النيران فقال تعالى ( ياأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام ) فجعله صحة للابدان ومطهرة للقلب واللسان من الذنوب والعصيان وأنزل فيه على سيد البشر ترخيصا فى الصوم لمن أصابه مرض أو ضرر ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من ايام اخر ) فسبحان اللطيف المنان الذى من على هذه الامة بتمام أحسانه وجاد عليها بفضله الوافر وامتنانه وجعل شهرها مخصوصا بعفوه وغفرانه ( شهر رمضان الذى انزل فيه القرأن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) صدق الله العظيم ......يتبع بأذن الله تعالى