الحمد لله موفر الثواب للاحباب ومكمل الاجر وجاعل ظلام الليل ينسخه نور الفجر المحيط علما بخائنة الاعين وخافية الصدر ومعلم الانسان مالم يعلم به ولم يدر المتعالى عن ادراك خواطر النفس وهواجس الفكر الموالى رزقه فلم ينس النمل فى الرمل ولا الفرخ فى الوكر جل ان تناله ايدى الحوادث على مرور الدهر وتقدس ان يخفى عنه باطن السر وظاهر الجهر مننه تيجان الرؤس وقلائد النحر هو الذى يسيركم فى البر والبحر احصى عدد الرمل فى الفيافى والنمل فى القفر وشاء فاجرى كما شاء تقدير الايمان والكفر أغنى وأفقر بأرادته وقوع الغنى والفقر وأصم وأسمع بمشيئته ادراك السمع ومنع الوقر أبصر فلم يخف عليه دبيب الذر فى البر وسمع فلم يعزب عن سمعه دعاء المضطر فى السر وقدر فلم يحتاج الى معين يمده بالاعانة والنصر وأجرى الاقدار كما شاء فى ساعات العصر قسم بين الخلائق كما أراد أسباب العسر واليسر وسير الرزق فى بحار الحكم ولو لم يشاء لم يسر هدانا اليه ودلنا عليه بقويم البيان وسليم الفسر وخصنا من بين سائر الامم بشهر الصيام والصبر وغسل به ذنوب الصائمين كغسل الثوب بماء القطر فله الحمد لما يرزقنا صيامه واتمامه ويأتينا بعيد الفطر نحمده حمد الا منتهى لعدده ونشكره شكر لايحصى موصول بمدده ونتوكل عليه توكل العبد على سيده ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة مخلص فى معتقده ونشهد ان سيدنا محمد عبده ورسوله الذى نبع الماء من بين أصابع يده صلى الله عليه وسلم وعلى اله وأصحابه وأرواجه وذريته وتابعى مقصده صلاة وسلام تدوم الى يوم يفر الوالد من ولده وسلم تسليما كثيرا * عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال كنا نخرج زكاة الفطر اذا كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر رواه الترمذى رحمه الله * وعن عمرو أبن شعيب عن أبيه عن جده أن النبى صلى الله عليه وسلم بعث مناديا فى فجاج مكة ألا ان صدقة الفطر واجبة على كل مسلم ذكر أو انثى حرا وعبد صغير او كبير مدان من قمح أو سواه صاع من طعام رواه الترمذى رحمه الله * وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر على الذكر والانثى والحر والمملوك صاعا من تمر أو صاعا من شعير رواه البخارى ومسلم والترمذى رحمهم الله * وعن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بأخراج الزكاة قبل صلاة العيد يوم الفطر وهو الذى استحبه أهل العلم أن يخرج الرجل صدقة الفطر قبل صلاة العيد لقوله صلى الله عليه وسلم أغنوهم عن المسئلة فى مثل هذا اليوم ويستحب يوم الفطر للانسان أن يغتسل ويستاك ويلبس احسن ثيابه ويخرج صدقة الفطر ويأكل شيئا ثم يتوجه الى المصلى ماشيا وأن لايركب ألا من عذر وأن يكون خروجه الى المصلى من طريق ويرجع من طريق اخر لان الله تبارك وتعالى يبعث ملائكة يجلسون فى الطريق يكتبون اسم كل من مر عليهم فلذلك استحب الخروج من طريق والرجوع من أخرى ...........يتبع بأذن الله تعالى