فى حكايات الصالحين ومافيها من رقائق والاعتماد على الخالق ( 1 )

فمن ذلك ما قال محمد بن السماك الواعظ رحمه الله وصف لى عابد فسرت اليه لازوره فوجدته فى بيت وقد حفر فيه قبره وهو جالس على شفيره يصلح خوصا بين يديه فسلمت عليه فرد على السلام ردا ضعيفا ثم قال من انت فقلت له محمد بن السماك قال الواعظ قلت نعم فالقى الخوص من يده وقال ياابن السماك ان الواعظ من المستمع بمنزلة الطبيب من العليل فأعرض على شيئا من وعظك فقلت له ياشيخ أما تخشى ان تكون خطيئتك لا تنسى وذنبك لا يمحى ثم كم بين يديك من شدة واهوال وكربه وانكال فاولها ظلمة القبر ثم ظلمة النشر ثم ظلمة الحشر ثم ظلمة الصراط ثم وزن الاعمال ثم قطع الامال ثم سطوة الملك المتعال فبكى بكاء شديد وقال لى ياابن السماك وما بعد ذلك قلت حمل الاوزار والورود على النار وأعظم من ذلك توبيخ الملك الجبار فصاح صيحة عظيمة ثم سقط فى قبره فخرجت اليه عجوز كبيرة وجعلت تمسح التراب عن وجهه وتقول بأبى وامى هاتان العينان طالما سهرتا فى طاعة الله وطالما بكتا من خشية الله ثم حركناه فاذا به قد مات فخرجت من المنزل فأذا انا بسرى السقطى وابراهيم بن ادهم والجنيد وجماعة من وجوه العباد فقالوا لى مات ابو يزيد الخواص قلت نعم فدللتهم على المنزل فدخلوا ليخرجوه من قبره ويغسلوه ويكفنوه فوجدوه مغسلا مكفنا مطيبا فصلى عليه المسلمون ثم رجعت الى منزلى وقد صغرت عندى نفسى . 

 ( قال عبد الله بن واسان رحمة الله عليه ) عبرت يوما فى أزقة البصرة فوجدت صبيا يبكى وينتحب على باب مسجد فقلت له ياولدى ما الذى يبكيك فقال خوفا من النار فقلت يا ولدى انت صغير السن وتخاف من النار فقال ياعم نظرت الى أمى وهى توقد النار فرأيتها تقدم الحطب القطع الصغار قبل الكبار فقلت لها ياأماه لم تقدمين قطع الحطب الصغار قبل الكبار فقالت يا ولدى ما تشتعل الكبار الا بالصغار فهذا الذى ابكانى وهيج لوعتى واحزانى فقلت له ياولدى هل لك فى صحبتى فتتعلم ما ينفعك فقال على شرط ان قبلته فأنى أصحبك واتبعك قلت وما هو قال ان جعت تطعمنى وان عطشت تسقينى وان زللت تغفر لى وان مت تحيينى فقلت له ياولدى انا لا اقدر على ذلك فقال ياعم دعنى فانى على باب من يقدر على ذلك كله .............يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة