وعن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم أن امرأة من بنى اسرائيل كان لها زوج وكان غائبا وكان له أم فأوقعت بامرأة ابنها فكرهتها فكتبت كتابا على لسان ابنها الى امرأة ابنها بفراقها وكان لها ابنان من زوجها فلما انتهى ذلك اليها لحقت بأهلها مع ولديها وكان لهم ملك يكره اطعام المساكين فمر بها مسكين ذات يوم وهى على خبزها فقال اطعمينى من خبزك فقالت اما علمت ان الملك حرم اطعام المساكين قال بلى ولكنى هالك ان لم تطعمينى انت فرحمته واطعمته قرصين من الخبز وقالت له لا تعلم احد انى اطعمتك فوافق وانصرف بهما فمر بالحرس وفتشوه واذا بقرصين الخبز معه فقالوا له من اين لك هذا فقال اطعمتنى فلانة فانصرفوا به اليها فقالوا لها انت اطعمتيه هذين القرصين قالت نعم قالوا لها او ما علمت ان الملك حرم اطعام المساكين قالت بلى قالوا فما حملك على ذلك قالت رحمته ورجوته أن يخفى ذلك فذهبوا بها الى الملك وقالوا هذه اطعمت هذا المسكين قرصين فقال لها انت فعلت ذلك فقالت نعم فقال لها الملك أوما ماكنت علمت انى حرمت اطعام المساكين قالت نعم قال فما حملك على هذا قالت رحمته ورجوته أن يخفى ذلك وخفت الله فيه ان يهلك فأمر بقطع يديها فقطعتا وانصرفت الى منزلها وحملت ابنيها حتى انتهت الى نهر يجرى فقالت لاحد ابنيها اسقنى من هذا الماء فلما هبط الولد ليسقيها غرق فقالت للاخر ادرك اخاك يابنى فنزل لينقذ اخاه فغرق هو الاخر فبقيت وحدها فأتاها أت فقال ياأمة الله ماشأنك ههنا انى ارى حالك منكرا فقالت ياعبد الله دعنى فان ما بى شغلنى عنك فقال اخبرينى بحالك فقصت عليه القصة واخبرته بهلاك ولديها فقال لها ايما احب اليك أأرد اليك يديك أم اخرج لك ولديك حيين فقالت بل تخرج الى ولدى حيين فاخرجهما حيين ثم رد عليها يديها وقال انما انا رسول الله اليك بعثنى رحمة لك فيداك بقرصين من الخبز وابناك ثوابا لك من الله تعالى برحمتك لذلك المسكين وصبرك على ما اصابك واعلمى ان زوجك لم يطلقك فانصرفى اليه فهو فى منزله وقد ماتت امه فانصرفت الى منزلها فوجدت الامر كما قيل لها . هذا هو قوله تعالى ( ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون )قال اهل التفسير أن بنى اسرائيل لما مات موسى عليه السلام أخذوا فى التخليط فأعتزلت عنهم فرقة وسألوا الله تعالى ان يباعدهم عن اهل التخليط فظهر لهم سرب اسفل الارض فساروا فيه حتى اذ هم فى فضاء من الارض فنزلوا فيه وبنوا عليه وتناسلوا فى ذلك وداموا فيه الى ان سار اليهم ذو القرنين فلما وصل اليهم رأهم فى ذلك المكان وكانوا من اطول الناس اعمارا وليس بينهم فقير وقبورهم على ابواب دورهم ومساجدهم بعيجة وليس على دورهم ابواب ولا عليهم امير ولا حاكم فقال لهم ماشانكم فيما تفعلونه فقالوا أيها الملك اما طول أعمارنا فأن الله تبارك وتعالى يبارك لنا فيها فانا قوم منصفون فطول اعمارنا لانصافنا وأما يسرنا جميعا فنحن قوم نقوم بالمواساة فأذا اصيب واحد منا بالفقر جمعنا له من بيننا اجمعين حتى نجبر ثلمته ولا يبين علينا ذلك فنحن بأجمعنا أغنياء وأما قبورنا فجعلنها على ابوب دورنا لآنا اخبرنا عن علمائنا وأنبيائنا أن القبر يزكر الحى الموت وأما مساجدنا فبعيدة عنا لآنا روينا وسمعنا عن علمائنا ان الخطا أذا كثرت الى المساجد كثرت الحسنات وأما دورنا فليس عليها ابواب لنا لا نتلصص ولا يسرق بعضنا بعض فلا نحتاج الى باب واما لحاكم والامير فلا يظلم بعضنا بعضا ونحن نتناصف فلا نحتاج الى امير مانع ولا حاكم رادع فقال ذو القرنين ما رايت قوما مثلكم ولو أردت استيطان بلد كنت استوطن بلدكم هذا لحسن معاشرتكم وجميل اخلاقكم * روى ان عابد من بنى اسرائيل عبد الله فى صومعته كذا وكذا سنة فاطلع يوما من صومعته فرأى خضرة وماء جاريا فى وسطها فاهتزت نفسه الى النزول من صومعته فنزل وشرب ماء وقعد فمرت به امرأة متزينة فافتتن بها ثم انه مر به سائل وكان له كل يوم قرصتان فأثره بذلك وجوع نفسه فاوحى الله تبارك وتعالى الى نبى ذلك الزمان أن قل لهذا العابد أبطلت عملك كله بما افتتنت ثم أحييته كله بصدقتك وايثارك المسكين على نفسك فهذا ثواب صدقتك أنى قبلت ذلك منك ورددتك الى حالتك . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله واصحابه وازواجه وذريته وأهل بيته . تم ..............يتبع بأذن الله تعالى