تابع فى غض البصر :
( وكان الربيع بن خيئم ) من شدة غضه لبصره واطراقه يظن الناس انه أعمى وكان يختلف الى منزل أبن مسعود رضى الله عنه عشرين سنة فاذا طرق الباب خرجت اليه الجارية فتراه مطرقا غاضا بصره فتقول لسيدها صديقك ذاك الاعمى قد جاء فكان ابن مسعود رضى الله عنه يبتسم من قولها وكان اذا نظر اليه يقول وبشر المخبتين أما والله لو رأك محمد صلى الله عليه وسلم لفرح بك واحبك * وكان بعض الصالحين رحمه الله يقول ياقوم غرقت السفينة ونحن نيام فهذا أدم لم يسامح بلقمة وداود لم يتساهل له فى نظره فكيف بنا ونحن على ما نحن عليه من سؤ الفعال وقبح المقال وأشد الوبال والنكال والنظر الى غير الحلال ثم قال : يا من رأى سقمى يزيد * وعلتى تعيى طبيبى * لا تعجبن فهكذا * تجنى العيون على القلوب .
( قال الشيخ جمال الدين ابو الفرج بن الجوزى رحمه الله ) فاما عقوبة النظر فروى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رجلا جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتشلشل دما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ماللك قال مرت بى امراة فنظرت اليها فلم أزل أتبعها بنظرى فاستقبلنى جدار فضربنى وصنع بى ما ترى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى اذا اراد بعبد خيرا عجل له عقوبته فى الدنيا * كم من أناس صلوا فى اول شهر رمضان صلاة التروايح واوقدوا فى المساجد طلبا للاجر المصابيح وملؤابالعبادات المكان الفسيح ونسخوا بأحسانهم كل فعل قبيح أقتنصهم عن أخرهم الصائل فقهروا وأسرهم الصائد فأسروا وغمهم التلف فى بحاره فقلوا ولم ينفعهم المال ولا الامال لما نقلوا رحلوا والله عنا قدما ونقض ما بنوه من الدنيا هد ماادارت عليهم المنون رحاها وجعلت قبورهم لمهب الرياح قطرا وزودتهم الحنوط عطرا واصبح كل منهم فى اللحاد سطرا فهكذا حاللك سيكون فتيقظ واجتهد .
( قال ابو يعقوب النهر جورى رحمه الله ) رايت فى الطواف رجلا بعين واحدة وهو يقول فى طوافه أعوذ بك منك فقلت له ما هذا الدعاء فقال انى مجاور خمسين سنة فنظرت الى شخص يوما فاستحسنته فاذا بلطمة وقعت على عينى فسالت على خدى فقلت اه فوقعت اخرى فاذا قائل يقول لو زدت زدناك * وقال محمد بن عبدالله كنت أستاذى ابى بكر رحمه الله فمر حدث فنظرت اليه فرأنى استاذى وأنا انظر اليه فقال يابنى لتجدن غبها ولو بعد حين فبقيت عشرين سنة وانا أراعى ذلك الغب فنمت ليلة وأنا متفكر فيه فأصبحت وقد نسيت القرأن كله وقائل يقول هذا غب تلك انظرة . ( وقال ابو بكر الكتانى رحمه الله ) رايت بعض اصحابنا فى المنام فقلت له مافعل الله بك قال عرض على سيئاتى وقيل لى فعلت كذا وكذا فقلت نعم حتى استحييت أن أقر بما فعلت فقلت له ما كان ذلك الذنب فقال مر بى غلام حسن الوجه فنظرت اليه فاقمت بين يدى الله عز وجل بها سبعين سنة أتصبب عرقا من خجلى منه ثم عفا عنى بفضله * وروى عن أبى عبدالله الزراد أنه رؤى فى المنام فقيل له مافعل الله بك قال غفر لى كل ذنب اقررت به ألا ذنبا واحدا أن أقر به فأوقفنى فى العرق حتى سقط لحم وجهى فقيل له ماكان ذلك الذنب قال نظرت الى شخص جميل ........يتبع باذن الله تعالى