( وعن محمد بن نعيم رضى الله عنه ) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاءنى جبرائيل عليه السلام الا وهو يرتعد خوفا من الجبار * ولما ظهر على أبليس ما ظهر من المخالفة والطرد بعد القرب والخطوة والعبادة طفق جبرائيل وميكائيل عليهما السلام يبكيان فاوحى الله تعالى اليهما ما لكما تبكيان هذا البكاء وأنى لا اظلم احدا قالا ياربنا انا لا نامن من مكرك يعنى قضائك وحكمك بالبعد بعد القرب وبالشقاء بعد السعادة فقال الله تعالى لهما هكذا كونا لا تأمنا مكرى . ( وعن عمر رضى الله عنه ) انه خرج الى صلاة الجمعة فلقيه أبليس فى صورة شيخ عابد فقال الى اين ياعمر فقال الى الصلاة فقال فقد قضيت الصلاة وفاتتك الجمعة فعرفه فامسك بتلابيبه وخنقه وقال له ويلك ألم تكن رأس العابدين وقدوة الزاهدين فأمرت بسجدة واحدة فأبيت وأستكبرت وكنت من الكافرين وأبعدت الى يوم الدين فقال تأدب ياعمر هل كانت الطاعة بيدى ام الشقاوة بمشيئتى أنا كنت أبسط سجادتى تحت قوائم العرش ولم أترك من السماء بقعة ألا ولى فيها سجدة وركعة ومع هذا القرب قيل لى أخرج منها فأنك رجيم وان عليك اللعنة الى يوم الدين فأن كنت ياعمر قد أمنت مكر الله فأنه لا يأمن مكر الله ألا القوم الخاسرون فقال له عمر اذهب فلا طاقة لى بكلامك ( أفامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون ) . ( وعن عبدالله بن احمد المؤذن رحمه الله ) قال كنت أطوف حول الكعبة واذا برجل متعلق بأستارها وهو يقول اللهم اخرجنى من الدنيا مسلما لا يزيد على ذلك شيئا فقلت له الا تزيد على هذا الدعاء شيئا فقال لو علمت قصتى فقلت له وما قصتك قال كان لى اخوان وكان الاكبر منهما مؤذنا أذن اربعين سنة احتسابا فلما حضره الموت دعا بالمصحف فظننا انه يتبرك به ويقرأ منه شيئا فأخذ بيده وأشهد على نفسه من حضر أنه برئ مما فيه ثم تحول الى دين النصرانية فمات نصرانيا فلما دفن أذن الاخر ثلاثين سنة فلما حضره الموت فعل كما فعل الاخ الاكبر فمات على دين النصرانية ايضا نعوذ بالله من مكر الله وأنى اخاف على نفسى أن أصير مثلهما فأنا ادعو الله تعالى ان يحفظ على دينى فقلت ما كان ذنبهما قال كانا يتبعان عورات النساء وينظران الى الشباب * يا مطلقا نظره فى الشهوات يا مستبيحا المحرمات يا مغرور بالذات الفانيات هلا أعتبرت بأقوام أخرجوا من ديارهم عندما نادى منادى أنذارهم ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) صدق الله العظيم........يتبع باذن الله تعالى
