ما أشتمل على قوله تعالى ( الرحمن علم القران ) 6

( قال الامام أبو محمد رحمة الله عليه ) خرج ثلاثة من الزهاد يريدون الحج الى بيت الله الحرام فى وسط السنة متوكلين بغير زاد فنزلوا قرية فيها نصارى فوقع نظر رجل ممنهم على محاسن امرأة نصرانية فتعلق قلبه بها فلما عزموا على السفر أحتال منهم بحيلة وقعد وسار صاحباه وتركاه فى القرية فأفشى سره لآبى المرأة فقال له مهرها ثقيل عليك لا تقدر عليه فقال ما هو قال تترك دين الاسلام وتدخل دين النصرانية فتنصر وتزوجها وولد له منهما ولدان ومات على دين النصرانية ودفنوه فى مقابرهم فرجع صاحباه من سياحتهما وسألا عنه فقيل لهم أنه توفى على دين النصرانية ودفنوه فى مقابرهم فذهبا الى المقبرة فوجدا امرأته وولديه يبكون على القبر فجعل صاحباه يبكيان من بعيد قالت لهما المراة مم يبكيان فقصا عليها القصة وعبادته وزهده وصلاته فلما سمعت ذلك رق قلبها الى الاسلام فاسلمت هى وولداها فقال الشيخ أبو محمد سبحان الله مات من كان مسلما على الكفر وأسلم من كان كافرا فكذلك ينبغى ان يخاف المسلم عاقبة امره ويسأل الله تعالى حسن الخاتمة .

( قال منصور بن عمار رحمة الله عليه ) كان لى أخ فى الله يعتقدنى ويزورنى فى شدة ورخاء وكنت أراه كثير العبادة والتهجد والبكاء ففقدته أياما ولما سئلت عنه قيل لى هو ضعيف فسالت عن داره فأتيت الباب فطرقته فخرجت لى أبنته فقالت لى من تريد فقلت فلانا فدخلت وأستأذنت لى ثم عادت وقالت ادخل فدخلت فوجدته فى وسط الدار وهو مضطجع على فراش وقد اسود وجهه وازرقت عيناه وغلظت شفتاه فقلت له وانا خائف منه يأخى أكثر من قوله لا اله الا الله ففتح عينيه ونظرالى شزرا وغشى عليه فقلت له ثانيا يااخى أكثر من قول لا اله الا الله ففتح عينيه ونظر الى شزرا وغشى عليه فقلت له ثالثا ياأخى اكثر من قول لا اله الا الله ولئن لم تقلها لا غسلتك ولا كفنتك ولا صليت عليك ففتح عينيه وقال ياأخى يا منصور هذه كلمة حيل بينى وبينها فقلت لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ثم قلت له ياأخى اين تلك الصلاة والصيام والتهجد والقيام فقال ياأخى كل ذلك كان لغير وجه الله انما كنت افعل ذلك ليقال عنى وأذكر به وكنت افعل ذلك رياء الناس فأذا خلوت الى نفسى أغلقت الباب وأرخيت الستور وشربت الخمور وبارزت ربى بالمعاصى ودمت على ذلك مدة مدة فاصابنى مرض أشرفت فيه على الهلاك فقلت لابنتى هذه ناولينى المصحف ففعلت فأخذته فجعلت أقرأ فيه حرفا حرفا حتى بلغت سورة يس فرفعت المصحف وقلت اللهم بحق هذا القرأن العظيم الا ما شفيتنى وأنا لا أعود الى ذنب ابدا ففرج الله عنى فلما شفيت عدت الى ما كنت عليه من أللهو واللذات والزهو وانسانى الشيطان العهد الذى كان بينى وبين ربى وبقيت على ذلك مدة من الزمان فمرضت مرضا أشرفت فيه على الموت فأمرت أهلى فأخرجونى الى وسط الدار على عادتى ثم دعوت بالمصحف فقرأت فيه ثم رفعته وقلت اللهم بحرمة مافى هذا المصحف الكريم من كلامك القديم الا ما فرجت عنى فاستجاب الله منى وفرج عنى ثم عدت الى ما كنت عليه من الهوى والغى فوقعت فى هذا المرض فأمرت اهلى فاخرجونى الى وسط الدار على عادتى وكما ترانى ثم دعوت بالمصحف لاقرأ فيه فلم يتبين لى فيه حرف واحد فعلمت ان الله سبحانه وتعالى قد غضب على فرفعت رأسى الى السماء وقلت اللهم بحرمة هذا المصحف الا ما فرجت عنى ياجبار الارض والسماء ولم أجد أستجابة قال منصور بن عمار والله ما خرجت من عنده الا وعينى تسكب العبرات فما وصلت الى الباب ألا وقيل لى قد مات فلان فنسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخاتمة فكم من نفس مكر بها بعد ان كانت صائمة قائمة .انتهى. نتوب من ألذنوب أذا مرضنا * ونرجع للذنوب أذا برئنا * وكم عاهدت ثم نقضت عهدا * وانت لكل معروف نسيت * فدارك قبل نقلك عن ديارك * الى قبر اليه قد نعيتا .......يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة