أحمده وأومن به وأتوكل عليه وأبرأ من الحول والقوة اليه براءة عبد معترف بما كسبت يداه من الزلات مفتقر الى رحمته الغامرة وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المنزه عن الكم والكيف والاين والزمان والمكان والكل والجزء والفوق والتحت واليمين والشمال والوراء والامام فهذه صفات الاجسام الفانية الغائرة وأشهد أن محمدا عبده عبده ورسوله سيد الاولين والاخرين والمرسلين وسلطان الصديقين وامام المقربين وقائد الغر المحجلين الى جنات النعيم التى قال فى حقها ذو القدرة الباهرة وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظرة صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه وأزواجه وذريته وأنصاره صلاة تؤمن روعنا يوم ترى القلوب من الاهوال خائفة طائرة أيها الناس أيم الذين جمعوا الاموال ولم يغنيهما ما جمعوا أما كلهم فى القبور جمعوا اين الذين قطعوا أيامهم فى الشهوات وما شبعوا أتراهم أعجبهم المقام أم حبسوا فارجعوا أين الذين غرتهم الدنيا خذلوا والله بالشهوات وخدعوا أين الذين نصبت لهم الاسباب شباك الغفلة حتى وقعوا نزل بهم مفرق الاحباب فذلوا لسطوته وخضعوا أزعجهم من بين الاهل والاحباب وقد فجعوا يبكينه أهله واحبابه ياليتهم نجعوا أفردوه بأعماله ونسوه وأنقطعوا يناديهم بلسان الحسرات ياليتهم سمعوا أرحموا من صار رهينا فى التراب بلا عملا ينجيه ولا مقزع يؤيه هيهات شربوا كأس الاسف والندامة وتجرعوا مزقت الديدان اوصالهم فتقطعوا يودون لو ردوا فصاموا بالنهار وبالليل ما هجعوا هيهات والله قد حصد وأمن أعمالهم مازرعوا فبادروا رحمكم الله فبين ايديكم الصراط والحساب وأهوال من سكرات الموت صعاب ويوم تنقطع فيه الارحام والانساب ولا ينفع فيه الاهل والاموال والاسباب أما نعيم فى الجنان أو تقلب فى العذاب وكل ينادى بلسان الحسرات يأو ياليتنا لهذا الكتاب فيا من قادتهم الشهوات الى الحقائر يا من دنس الحرام منهم البواطن والظواهر ويامن أعماهم الهوى فعميت منهم البصائر ألهاكم التكاثلر حتى زرتم المقابر * قوله تبارك وتعالى الهاكم التكاثر أى شغلكم يقال لها بمعنى لعب ولهى عن الشئ غفل والتكاثر هو تكلف الكثرة والتكاثر أيضا التفاخر بالكثرة فى المال والاولاد والانساب حتى أدرككم الموت وهذا خطاب ظاهر فى الدنيا اذا كان معنى زرتم مستقبلا أى حتى تزور المقابر وباطن هذا الخطاب هو قوله تعالى لجامعى الاموال وأهل التفاخر ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا أى ليس الامر الذى يكون التكاثر عليه ويحتمل ان يكون توكيدا ينوب عن اليمين ويحتمل ان يكون ردعا وزجرا عن التكاثر والافتخار سوف تعلمون أى ستعلمون بعد هذا ما يحاسب عليه اهل التكاثر فى عرصات القيامة ثم كلا سوف تعلمون ذكر المفسرون من طريق العربية أنه تكرار وتأكيد للوعيد وتغليظ للنهى عنه ...........يتبع بأذن الله تعالى