كلا لو تعلمون ايها الناس ما لكم عند الله وعليكم اذ بدت سكرات الموت ونشر ديوان العمل لا يغادر صغيرة ولا كبيرة علم اليقين وهو تلوح الصدور ما يرتفع به الشك وجواب لو محذوف تقديره لشغلكم بذلك عن غيره لترون الجحيم فى دار القبر لانه يعرض على كل ادمى مقعده فى النار فان كان سعيد اعرض عليه وبشر بزواله وان كان شقيا عرض عليه وقرر له ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قيل عن الصحة والفراغ * وقال مجاهد وقتادة كل ما التذ به فى الدنيا فهو نعيم يامن سبقه القوم وتخلف فى الشهوات يامن قطع زمانه فى التسويف والبطالات يامن قسا قلبه بالمعاصى وجمدت عيناه عن العبرات يامن شابت ذوائبه وهو مقيم على الزلات كم تبارزون بالمعاصى من يعلم خفيات السرائر ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر * عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من أكتسب مالا من حرام فتصدق به أو وصل به رحما أو انفقه فى الله تعالى جمع ذلك كله وقذف به فى جهنم * ومن حديث ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكتسب العبد مالا من حرام فيتصدق به فيؤجر عليه ولا ينفق منه فيبارك له فيه ولا يتركه خلف ظهره ألا كان زاده الى النار * وعن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ايها الناس ان احدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطؤا الرزق واتقوا الله وأجملوا فى الطلب فخذوا ما أحل الله تعالى وذروا ما حرم الله تعالى * واعجبا كلما بسط المولى بساط النعم قابلته بالعصيان كم ناداك ياعبدى تترك مجالستى وتجالس الشيطان كم أتعطف عليك بألاموال وانا المنان ياعبدى أحب أن اواصلك وتحب البعاد عنى والهجران فما حيلتك اذا حل عليك غضبى وفر منك الاهل والعشائر ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر * قال منصور بن عمار رحمة الله تعالى عليه حججت سنه من السنين فنزلت سكه من سكك الكوفه فخرجت فى ليلة مظلمة مدلهمة واذا بصارخ يصرخ فى جوف الليل وهو يقول ألهى وعزتك وجلالك ماأردت بمعصيتى مخالفتك ولقد عصيتك أذ عصيتك وماأنا بمكانك جاهل ولكن خطيئتى عرضت لى وسولت لى نفسى وأعاننى عليها شقائى فغرنى سترك المرخى على فعصيتك بجهلى وخالفتك لشقوتى فمن عذابك من يستنقذنى وبحبل من اعتصم ان قطعت حبلك عنى واحسرتا اذا قيل للمخفين جوزوا وللمثقلين حطوا أترانى مع المخفين أجوز أم مع المثقلين أحط ويلى كلما كبر سنى كثرت ذنوبى ويلى كم أتوب وكم أعود أما ان لى ان أستحى من علام الغيوب قال منصور فبكيت لما سمعت كلامه وقرأت قوله تبارك وتعالى ( قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ) قال فسمعت دكدكة عظيمة وأضطرابا كثيرا ثم انقطع الحس فلما أصبحت مررت على الباب فرأيت جنازة رجل وامرأة تدخل وتخرج وهى تقول يابنى يا قتيل القرأن يابنى يا قتيل الاحزان فدنوت منها وقلت ياأمة الله من هذا الميت فقالت ولدى وقرة عينى كان يعمل الخوص فينفق على ثلثا وثلثا يأكله وثلثا يتصدق به فمر به رجل فقرا عليه أية من كتاب الله تعالى فمات فما حيلتى ......... يتبع بأذن الله تعالى
