فى قوله تعالى ( ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) 3

( قيل ) ان ادم عليه والسلام لما أكل من الشجرة التى نهى عنها ونسى عهد ربه سقط عنه لباس الجنة واستوحش منه كل شئ فيها فولى هاربا فجعل يستتر بورق الجنة فناداه ربه جل جلاله أتفر منى ياادم قال لا يارب ولكن حياء منك فقال له الله تعالى أما خلقتك بيدى أما أسجدت لك ملائكتى أما نفخت فيك من روحى أما اسكنتك فى جوارى أما أبحتك جنتى أخرج من جوارى فلا يجاورنى من عصانى فبكى ادم عليه السلام ماشاء الله ثم قال ألهى ان لم ترحمنى انت فمن يرحمنى فاوحى الله تعالى اليه ان قل سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا أنت عملت سؤا وظلمت نفسى فتب على انك انت التواب الرحيم فهذه الكلمات التى تلقاها أدم من ربه فتاب عليه . هذا قول مجاهد وجماعة من المفسرين .

وعن كعب الاحبار رضى الله عنه قال اذا كان يوم القيامة تخرج نار من قعر بحر عدن فتسوق الناس جميعا الى الموقف فبينما هم سكارى حيارى عطاشى مروعين من هول الموقف أذ تجلى الحق سبحانه وتعالى فتشرق الارض من نوره فينظر الخلائق بعضهم بعضا وتنظر الوالدة الى ولدها الذى كانت تشفق عليه فى دار الدنيا فتعرفه فتناديه ياولدى اما كان بطنى لك وعاء اما كان حجرى لك وطاء أما كان ثدى لك سقاء فيقول ياأماه ما الذى تريدين فتقول قد أثقتلنى ذنوبى فتحمل عنى منها ذنبا واحدا فيقول هيهات كل نفس بما كسبت رهينة ياأماه أذا حملت عنك فمن يحمل عنى فبينما هم كذلك أذا بمناد من قبل الحق ينادى يا فلان ابن فلان هلم الى العرض على الله سبحانه وتعالى فاذا سمع ذلك النداء تغير لونه وأضطربت جوارحه حياء من الله تعالى فاذا نظرت امه الى ما حل به من الوجل قالت له ما حالك ياولدى فيقول ياأماه قد نوديت للعرض على الله عز وجل فكيف لى بالهرب منه أم كيف لى بالخلاص فبينما هما كذلك اذ أقبل ملكان يقبضان عليه ويجرانه فاذا نظرت امه اليهما جذبته الى صدرها وغطته بشعرها ودفعت عنه الملكين بجهدها فلم تقدر على دفعهما عنه فلما علمت انه لا طاقة لها بهما بكت وقالت والذى بعثنى من مرقدى لو وجدت سبيلا لما مكنتكما منه ثم تودعه وهى تبكى وتقول سألتك ياولدى بالذى أستدعاك للعرض عليه والحساب بين يديه ان انت نجوت فلا تنسنى فقد طال وقوفى وعظمت حسرتى واشتد كربى وعطشى قال فيأتى به الملكان الى الملك الموكل بسدرة المنتهى فيقول له من أى امة أنت فيقول انا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقول له طوبى لك ولامة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يزجه فى النور فلا يدرى اين يذهب يمينا أم شمالا ام خلفا ام أماما وأذا النداء من العلى الاعلى اثبت فأنا ربك فسكن جوارحك واهدئ قلبك فو عزتى وجلالى انى لاشفق عليك من أمك حين جذبتك اليها وضمتك الى صدرها ثم يقول له عبدى اقرأ كتابك قال فيقرؤه فاذا مر بسيئة اخفاها واذا مر بحسنة جهر بها فيقول الله تعالى عبدى لم تجهر بالحسنة وتخفى السيئة فيبكى ويقول يارب تعلمت منك ان تظهر الجميل وتستر القبيح ثم يقول الله عزوجل عبدى كيف اخفيت ذنوبك وعيوبك عن الخلائق وبارزتنى بها أما علمت انى مطلع عليك وناظر اليك فيقول سيدى ومولاى مر بى الى النار فلا طاقة لى بالتوبيخ والعار فيقول الله عز وجل ان امرت بك الى النار فأين جودى وكرمى وأين حلمى ومغفرتى يا ملائكتى انطلقوا بعبدى الى جنتى بفضلى ورحمتى ثم يقول الهى وسيدى ان لى والدة كانت فى الدنيا تشتاق الى وتشفق على وقد رأتنى اليوم واستجارت بى وطمعت اننى أجيرها أهى وسيدى أن كنت قد عفوت عنى فاجعلها موضعى وهبها مكانى فلا طاقة لها بما هى فيه قال فيقول الله عز وجل وعزنى وجلالى ما فرقت بينكما الا وقد رحمتكما يا ملا ئكتى انطلقوا بهما الى جنتى برحمتى وانا أرحم الراحمين. تم . ........يتبع بأذن الله تعالى

المشاركات الشائعة