الصيام ( 4 )

( ويستحب فى الصوم ) أشياء كثيرة نذكر منها ثلاثة أشياء الاول : تعجيل الفطر  اذا تحقق غروب الشمس لخبر الصحيحين لاتزال امتى بخير ما عجلوا الفطر ثم زاد الامام احمد وأخروا السحور ولما فى ذلك من مخالفة اليهود والنصارى ويكره له ان يؤخره ان قصد ذلك ورأى ان فيه فضيلة والا فلا بأس به . نقل من المجموع عن نص الام ويسن كونه على رطب فان لم يجده فعلى تمر فان لم يجده على ماء لخبر كان النبى صلى الله عليه وسلم يفطر قبل ان يصلى على رطبات فان لم يكن فعلى تمرات فان لم يكن حسا حسوات من ماء فانه طهورا رواه الترمذى . ويسن السحور لخبر الصحيحين تسحروا فان فى السحور بركة ولخبر الحاكم فى صحيحه استعينوا بطعام السحر على صيام النهار وبقيلولة النهار على قيام الليل .

والثانى ( تأخير السحور ) ما لم يقع فى شك فى طلوع الفجر لخبر لا تزال امتى بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ولآنه أقرب الى التقوى على العبادة فان شك فى ذلك كأن تردد فى بقأ الليل . فالافضل تركه للخبر الصحيح دع ما يريبك الى ما لا يريبك . استحباب السحور مجمع عليه وذكر فى المجموع انه يحصل بكثير من المأكول أو قليله لانه لم يسن ففى صحيح ابن حيان تسحروا ولو بجرعة ماء ويدخل وقته بنصف الليل .

والثالث ( ترك الهجر ) وهو بفتح الهاء ترك الهجران ( من الكلام ) جميع النهار لانه صلى الله عليه وسلم راى رجلا قائما فسأل عنه فقالوا هذا أبو أسرائيل نذر ان يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم فقال صلى الله عليه وسلم مروه ان يتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه رواه البخارى ولهذا يكره صمت اليوم الى الليل كما جزم به صاحب التنبيه وأقره واما الهجر بضم الهاء وهو الاسم من الاهجار وهو الافحاش فى النطق فليس مرادا للمصنف اذ كلامه فيما هو سنة وترك فحش الكلام من غيبة وغيرها واجب وبعضهم ظبط كلام المصنف بالضم واعترض عليه كما اعترض على المنهاج فى قوله فى المندوبات وليصن لسانه عن الكذب والغيبة بان صون اللسان عن ذلك واجب . والمعنى ان يسن للصائم من حيث الصوم فلا يبطل صومه بارتكاب ذلك بخلاف ارتكاب ما يجب اجتنابه من حيث الصوم كالاستقاءه قال السبكى وحديث خمس يفطرن الصائم الغيبة والنميمة ألخ  وان صح قال الماوردى فالمراد بطلان الثواب لا الصوم ولذا فالاحتراز عنه من اداب الصوم وان كان واجبا مطلقا . ويسن ترك شهوة لا تبطل الصوم كشم الرياحين والنظر اليها لما فيها من ترفه الذى لا يناسب حكمة الصوم وترك ذوق طعام أو غيره خوفا من وصوله الى الحلق ويسن ان يغتسل من حدث ليلا ليكون على طهر من أول الصوم وان يقول عقب فطره اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت لانه صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك رواه الشيخان وان يكثر تلاوة القران ومراسته بأن يقرأ على غيره ويقرا غيره عليه فى رمضان لما فى الصحيحين ان جبريل كان يلقى النبى صلى الله عليه وسلم فى كل سنة من رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه صلى الله عليه وسلم القرأن وان يعتكف فيه لا سيما فى العشر الاواخر منه للاتباع فى ذلك ولرجاء ان يصادف ليلة القدر .........يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة