قال ابو الفتح بن بشر رحمة الله عليه رأيت بشرا فى منامى فى بستان وبين يديه مائدة فقلت له أبا نصر ما فعل الله بك قال رحمنى وغفر لى وأباحنى الجنة بأسرها وقال لى كل من جميع ثمارها واشرب من أنهارها وتمتع بجميع ما فيها كما كنت تحرم نفسك الشهوات فى دار الدنيا قلت له فأين أخوك احمد بن حنبل قال هو قائم على باب الجنة يشفع لاهل السنة ممن يقولون القرأن كلام الله تعالى قلت له فما فعل الله تعالى بمعروف الكرخى فحرك رأسه وقال هيهات حالت بيننا وبينه الحجب ان معروف لم يعبد الله شوقا الى جنته ولا خوفا من ناره وانما عبده شوقا اليه .
وأما تاريخ موت معروف الكرخى فقد قال ابو بكر العجورى رحمه الله سمعت ثعلبا يقول مات معروف الكرخى رحمه الله سنة مائتين قال ابو القاسم النضرى من بنى نضر بن معين قال حدثنى ابى فقال انه بلغنى انه صلى على معروف ثلثمائة الف انسان قال عبد الرحمن بن محمد الوراق جاء رجل من أهل الشام الى معروف الكرخى فسلم عليه وقال له انى رأيت فى المنام يقال لى أذهب الى معروف الكرخى فسلم عليه فانه معروف فى أهل الارض ومعروف فى أهل السماء .
يارب هؤلاء رجال أذا ماأطبق الارض حادث رموه بصدق العزم فانجاب مكشوفا هم العروة الوثقى وبهم يذهب الله المصائب تلطيفا صفاتهم وأسنى من الشمس فى الضحى واحسن من درر القلائد مصفوفا فيارب وفقنا كما قد منحتهم ووفقتهم كى لانحاول تحريفا فاننا اتيناك نخشى منك زجرا وتخويفا وليس لنا من شافع غير سيد عاد فى الحشر مكشوفا رسول الهدى جالى الصدى كاشف الردى أنلنا به يارب فى الحشر تخفيفا عليه صلاة الله ما مرت الصبا وزاد حماه من عطاياه تشريفا .
قوله عز وجل ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . قال ابن عباس رضى الله عنهما لا خوف عليهم فى الدنيا ولا هم يحزنون فى الاخرة بل يتلقاهم ربهم بالرحب والتكريم ويعطيهم النعيم المقيم . وعن انس ابن مالك رضى الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقال الذين نظروا الى باطن الدنيا حين نظر الناس الى ظاهرها وأهتموا بأجل الدنيا حين اهتم الناس بعاجلها فاماتوا منها ما خشوا ان يميتهم وتركوا منها ما علموا انه سيتركهم فما عارضهم من نائلها عارض الا رفضوه ولا خادعهم من رفعتها خادع الا وضعوه خلقت الدنيا عندهم فما يجددونها وخربت بينهم فما يعمرونها وماتت فى صدروهم فما يحبونها بل يهدمونها فيبنون بها اخرتهم ويبيعونها فيشترون بها مايبق لهم نظروا الى اهلها صرعى فدخلت بهم المثلات فما يرون أما نادون ما يرجون ولا خوفا دون ما يجدون ...........يتبع بأذن الله تعالى
