عن ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ان من عباد الله عبادا يغبطهم الانبياء والشهداء قيل من هم يارسول الله لعلنا نحبهم قال هم قوم تحابوا فى الله من غير أموال ولا أنساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون اذا خاف الناس ولا يحزنون اذا حزن الناس ثم قرأ الاية ( ألا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) رواه ابو داود .وقال ابن عباس رضى الله عنهما لاخزف عليهم فى الدنيا ولا هم يحزنون فى الاخرة .وقال ابن ظفر رحمة الله عليه دخل ابو اليزيد البسطامى رحمة الله عليه الكتاب وهو صغير فلما وصل الى قول تعالى ياأيها المزمل قم الليل الا قليلا قال لآبيه طيفور ابن عيسى ياأبت من ذا الذى يقول له الحق سبحانه وتعالى هذا الخطاب فقال يا بنى ذاك محمد صلى الله عليه وسلم فقال ياأبت ما لك ما تفعل كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بنى أمر خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خفف عنه فى سورة طه . فلما وصل الى قوله تعالى أن ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك قال ياأبت انى اسمع ان طائفة كانوا يقومون من الليل قال ابوه نعم أولئك أصحابه صلى الله عليه وسلم قال ياأبت فاى خير فى ترك شئ فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال فكان ابوه بعد ذلك يقوم الليل كله فانتبه ابو يزيد ليلة فقال ياابت علمنى أصلى معك قال يا بنى أرقد فانك صغير بعد فقال ياأبت اذا كان يوم يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم وقال لى ربى ما فعلت أقول لربى قلت لابى علمنى أصلى معك فقال لى أرقد فأنك صغير بعد فقال أبوه لا والله ما اريد ان تقول ذلك ثم علمه يصلى فكان بعد ذلك يقوم الليل ويصلى غالبه .
وكان عمر بن عبد العزيز يأتى المساجد المهجورة فى الليل فيصلى فيها ما يسره الله عزوجل فاذا كان وقت السحر وضع جبهته على الارض ومرغ خده على التراب ولم يزل يبكى الى طلوع الفجر فلما كان فى بعض الليالى فعل ذلك على العادة فلما فرغ ورفع رأسه من صلاته وتضرعه وجد رقعة خضراء قد اتصل نورها بالسماء مكتوب عليها هذه براءة من النار ومن الملك العزيز لعبده عمر بن عبد العزيز ......يتبع بأذن الله تعالى