فى مناقب الامام أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه ( 1 )

الحمد لله المعروف بالقدم قبل وجود الوجود الموصوف بالفضل والكرم والجود المنزه فى وحدانيته عن الابناء والاباء والجدود المقدس فى ذاته عن الصاحبة والمصحوب والوالد والمولود العليم بأعداد الرمل والقطر وحبات السنبل والعنقود البصير بحركات الذر فى البحر والبر تحت تحت ظلام الديجور والليالى السود الحكيم الذى فجر الانهار من صم الجلمود وأخرج رطب الثمار من يابس العود لا تمثله الافكار ولا تحويه الاقطار ولا ينهيه المقدار ولا تفنيه الاعصار ولا تدركه الابصار وهو الواحد المعبود المعطى الذى لا مانع لما أعطى ولا دافع لما قضى الكريم الذى جاد لعبده بجزيل رفده وكم رأه عن بابه معرضا الحليم الذى ستر العاصى بحلمه ورأفته وقد راه لمعصيته متعرضا الغفار الذى يغفر الذنوب ويستر العيوب ويعفو عما مضى القهار الذى قهر الجبابرة وكسر الاكاسرة وضرب بسوط بعاده من سل سيف عناده  فسبحان من حير الافكار فى مدارك سبحان جلاله العظيم وأذهل العقول عن الوصول الى كنة ذاته القديم وأخرس الالسن من عبارات وأشارات سر افعاله بعد الفصاحة والتكليم وأدهش الخواطر عن الاحاطه به فلا يرام بالتوهيم فهو الكريم الماجد القديم الواحد المنزه عن الولد والوالد المقدس عن المشارك والمساعد المتعالى عن المشابه والماثل والمضاد والمعاند المشكور على جميع النعم المحمود بجميع المحامد ألذى أسبل ستره الجميل على عبده العاصى الذليل وهو اليه ناظر ومشاهد فهو المعروف بالربوبية الموصوف بالالهية المنفرد بحقيقة الواحدانية تنزه عن الاوهام الخيالية وتعزز فى بقائه عن الفناء والمثلية عالم بكل خفية وجلية حارت العقول فى عظمته فما عرفت له اينيه وكلت الافكار عن أدراك صمديته فلا تعرف بالعلوم العقلية فسبحانه من اله تعالى عن المماثل والمناسب وجل عن المشارك والمصاحب يقبل التائب يقبل التائب وليس على بابه بواب ولا حاجب من أمل سواه فهو الشقى الخائب ومن قصد باب كرمه ظفر بنيل المأرب ومن ذاق حلاوة أنسه رأى من لطفه عجائب الغرائب ومن أعرض عن سواه رفعه ورقاه الى أرفع المراتب يزيل الضرر ويجبر من انكسر وينادى فى السحر هل من مستغفر هل من تائب ويستعرض حوائج السائلين ويجود على التائبين بالقبول والمواهب سبحانه من أله شهدت له السموات ومافيها من العجائب وأقرت له بربوبيته الارضون فى مشارقها والمغارب واصطفى محمد صلى الله عليه وسلم نبيه المبعوث بالدين الواصب الموصوف بأحسن الاوصاف وأجل المناقب الذى شرف الله به الوجود وكمل به السعود وبلغه أسنى المطالب والمأرب واختار أصحابه النجياء وخلفائه الكرماء الاخيار الاطايب وخص التابعين لهم بأحسان من أمته القائمين بشريعة الاسلام على توالى الزمان واختار منهم اربعة أقاموا قواعد الايمان ودعوا العباد الى عبادة الملك الديان فلؤا بعلومهم الافاق والبلدان وسارت بها الركان الى كل مكان فمنهم الامام الشافعى المتصل نسبه بالشرف الى عدنان ومنهم الامام الاصبحى مالك بن أنس الرفيع القدر والشأن ومنهم الامام أحمد بن حنبل الذى سلك بعمله الطريق الاحمد فى السر والاعلان ومنهم الامام الكوفى أبوحنيفة النعمان فهؤلاء الاربعة السادات الاعيان الذين نفع الله بهم وبعلومهم الناس فزال عنهم الباس والجهل والغى والطغيان . ..يستكمل فى القادم بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة