قال أدريس الحداد كان الامام أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانى رضى الله عنه صاحب رواية فى الحديث ليس فى زمانه مثله وكان له حال الصالحين وشعار المؤمنين وقال ما رأيت احمد قط الا مصليا أو يقرأ فى المصحف او كتاب وما رأيته فى شئ من امور الدنيا . وقال وكان أذا اشتد به الامر بقى اليوم واليومين والثلاث لا يأكل شيئا فأذا رأى أهله شرب الماء ليوهمهم أنه شبعان .
وقال المرزى لما حبس أحمد بن حنبل فى سجن الواثق على أن يقول أن ألقران مخلوق جاءه السجان يوما فقال له ياأبا عبد الله ألحديث الذى يروى فى ألظلمة وأعوانهم صحيح فقال له صحيح قال السجان فأنى من أعوان ألظلمة قال لا قال وكيف ذلك قال لآن أعوان ألظلمة الذى يأخذ شعرك ويغسل ثوبك ويصلح طعامك واما أنت فمن ألظلمة . قال أدريس الحداد لما زالت المحنة وصرف أحمد الى بيته حمل أليه مال كثيرجزيل وهو محتاج الى أيسره فرد جميع ذلك ولم يقبل منه قليلا ولا كثيرا فجعل عمه أسحق يحسب ما رده فى ذلك اليوم فكان خمسين ألف دينار فقال له أحمد يا عم أراك مشغولا بحساب ما لا يفيدك فقال له قد رددت اليوم كذا وكذا وأنت محتاج الى حبة قال ياعم لو طلبناه لم يأتنا انما أتانا لما تركناه . . وقال على بن سعيد الرازى سرنا مع أحمد بن حنبل يوما الى باب المتوكل فلما أدخلوه من باب الخاصة قال لنا أحمد أنصرفوا عافاكم الله فما مرض منا أحد بعد ذلك اليوم ببركة دعائه . وقال هلال بن ألعلاء أربعة لهم على الاسلام منه أحمد بن حنبل حيث ثبت على المحنة ولم يقل بخلق القرأن وأبو عبدالله الشافعى حيث بنى الفقه على الكتاب والسنة وأبو عبدالله القاسم بن سلام حيث فسر حديث النبى صلى الله عليه وسلم وأبو زكريا حيث بين الصحيح من السقيم .
وقال محمد بن موسى حمل الى الحسين بن عبد العزيز ميراثه من مصر وكان مبلغا عظيما فحمل منه الى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس فى كل كيس الف دينار وقال له ياأبا عبدالله استعن به على عيالك فقال لا حاجة لى بها أنا فى كفاية من الله تعالى وردها عليه . وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل كا أبى يقرا فى كل ليلة سبع القرأن ويختم فى كل سبعة أيام ختمة ثم يقوم الى الصباح وكان يصلى فى كل يوم ثلثمائة ركعة فلما ضرب بالسياط أضعفه ذلك فكان يصلى فى كل يوم مائة وخمسين ركعة . وكان له فى الليل ثلاث هدأت وثلاث صيحات . قال وكان ذات يوم جالسا عند الشافعى فمر بهما شيبان الراعى عليه مدرعة صوف فقال أحمد للشافعى ياأبا عبدالله ألا أنبه هذا الجاهل على جهله فقال له الشافعى لا تفعل دعه فى شأنه فقال أحمد لابد ثم أنه أستحضر شيبان وقال له ياشيبان ما تقول فى رجل نسى صلاة من يوم ولا يدرى أى صلاة هى فما ألواجب عليه ان يفعل فقال شيبان ياأحمد هذا رجل غفل قلبه عن الله فهو ساه غافل الواجب عليه أن يؤدب حتى لا يرجع الى مثلها أبدا ثم بعد ذلك يقضى صلاة اليوم أجمع ثم ألتفت اليهما وقال هل تقدران ان تردا على قال فصاح أحمد وقال لا والله بل هذا هو الحق ثم تركهما وأنصرف .......يستكمل بمشيئة الله تعالى