فى مناقب الامام أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه ( 3 )

أنتهينا فيما سبق على ما قاله الحسن بن قحطبه لآبن ابى حنيفة عندما ذهب اليه ليرد له المال الذى كان أعطاه أياه أمير المؤمنين أبا جعفر المنصور وما كان من رد الحسن لما قال لابنه رحمة الله على أبيك لقد كان شحيحا على دينه وأما علمه بطريق الاخرة وأمور الدين ومعرفته بالله عز وجل فتدل على شدة خوفه من الله تعالى وزهده فى الدنيا وقد قال جريج بلغنى عن كوفيكم هذا النعمان بن ثابت أنه شديد الخوف من الله عز وجل وقال شريك التخعى رحمه الله تعالى كان أبو حنيفة رضى الله عنه طويل الصمت ودائم الفكر قليل المحادثة للناس وهذا من أوضح الامارات على العلم الباطن والاشتغال بمهمات الدين .

ويروى ان أبا حنيفة رضى الله عنه كان يوما جالسا فى المسجد فدخل عليه طائفة من مقدمى الخوارج شاهرين سيوفهم فقالوا ياأبا حنيفة نسألك عن مسئلتين فأن أجبت نجوت وألا قتلناك قال أغمدوا سيوفكم فأن برؤيتها يشتغل قلبى قالوا كيف نغمدها ونحن نحتسب الاجر الجزيل باغمادها فى رقبتك فقال سلوا أذن فقالوا جنازتان على الباب أحدهما رجل شرب الخمر فغص فمات سكران والاخرى أمراة حملت من الزنا فماتت فى ولادتها قبل التوبة أهما كافران أم مؤمنان ( والقوم الذين جاؤا يسألون مذهبهم التكفير بذنب واحد فان قال مؤمنان قتلوه ) فقال من أى فرقة كانا من أليهود قالوا لا قال من النصارى قالوا لا قال من المجوس قالوا لا قال من عبدة الاوثان قالوا لا قال ممن كانا قالوا من المسلمين قال قد أجبتم قالوا وكيف قال قد اعترفتم أنهما كانا من المسلمين ومن كان من المسلمين كيف تجعلونه من الكافرين قالوا هما فى الجنة أو فى النار قال أقول فيهما ماقال أبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم فى حق من هو شر منهما فمن تبعنى فأنه منى ومن عصانى فانك غفور رحيم وأقول ما قال عيسى روح الله عليه الصلاة والسلام فيمن هو شر منهما أن تعذبهم فانهم عبادك وأن تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم فتابوا وأعتذروا اليه .

وروى ان أمرأة دخلت مسجده وهو جالس بين أصحابه فأخرجت تفاحة أحد جانبيها أحمر وألاخر أصفر فوضعتها بين يديه ولم تتكلم فاخذها أبو حنيفة وشقها نصفين فقامت المراة وخرجت ولم يعرف أصحابه مرادها فسالوه عن ذلك فقال لهم أنها ترى الدم تارة أحمر مثل احدى جانبى التفاحة وتارة أصفر مثل الجانب الاخر أيهما يكون حيضا أو طهر فشققت التفاحة وأريتها باطنها وأردت بذلك أنها لا تطهر حتى ترى البياض مثل باطنها فقامت ..........يستكمل بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة