فى مناقب الامام الشافعى رضى الله عنه ( 3 )

قال عبدالله بن محمد البكرى كنت مع الامام الشافعى رضى الله عنه بشط بغداد فرأى شابا يتوضأ ولا يحسن الوضؤ فقال له ياغلام أحسن وضؤك احسن الله اليك فى الدنيا والاخرة ثم مضى فاسرع الشاب فى وضؤه ثم لحق الامام الشافعى ولم يعرفه فالتفت اليه الامام وقال له هل من حاجة قال نعم تعلمنى ما علمك الله فقال له اعلم أن من عرف الله نجا ومن أشفق على دينه سلم من الردى ومن زهد فى الدنيا قرت عيناه بما يرى من ثواب الله غدا أفلا أزيدك قال نعم قال من كان فيه ثلاث خصال فقد أستكمل الايمان من امر بالمعروف وأتمر به ونهى عن المنكر وانتهى عنه وحافظ على حدود الله تعالى قال أفلا ازيدك قال بلى قال كن فى الدنيا زاهدا وفى الاخرة راغبا  واصدق الله تعالى فى جميع امورك تنج مع الناجين ثم مضى فسأل عنه الشاب بعد ذلك فقيل له هذا الامام الشافعى رضى الله عنه . وكان يقول رضى الله عنه وددت أن الناس ينتفعون بهذا العلم ولم ينسب الى منه شئ . وقال ايضا رضى الله عنه ما ناظرت احد قط الا احببت ان يوفق ويسدد زيعان ويكون عليه رعاية من الله عز وجل وما كلمت احد قط الا احببت ان يظهر الحق على يديه ولا أبالى أن يبين الله عز وجل الحق على لسانى أو على لسانه . وقال ايضا ما أوردت الحق والحجة على احد فقبلها منى الا هبته واعتقدت مودته ولا كابرنى احد على الحق ودافع الحجة الا سقط من عينى ورفضته . 

وقال أحمد بن حنبل رضى الله عنه ما صليت صلاة منذ اربعين سنة الا وانا أدعو للشافعى وقال له ابنه ياأبت أى رجل كان الشافعى حتى تدعو له كل هذا الدعاء فقال الامام احمد يا بنى كان الشافعى كالشمس للدنيا والعافية للناس فانظر يا بنى هل من هذين خلف هكذا العلماء والصالحون هم كالشمس للدنيا والعافية للناس وليس منهما خلف فأن بهم يدفع الله البلاء وينزل الرخاء وتعم البركة زتنشر الرحمة فالله درهم فروا من الدنيا الى الله وانتم تفرون من الله الى الدنيا . كان السلف يسخرون من الشيطان وانتم يسخر بكم كم بينكم وبينهم فى المقدار ملكتكم الدنيا وهم ملكوها فانتم عبيد لها وهم قوم احرار كانت لهم أنفه فما احتملوا العار وعرفوا قدر الزمان فانتهبوا الاعمار لو أطلعتم عليهم فى وقت الاسحار لرايتموهم نجوى الهدى لا بل هم الاقمار قاموا فى الدجا على قدم الاعتذار وأنتم فى بحر النوم والغفلة فى التيار . كان الشافعى رضى الله عنه كثير الزهد فى الدنيا عفيفا عن اللغو والكلام الفاحش  ومر يوم برجل يسفه على رجل من أهل العلم فالتفت الشافعى رضى الله عنه اليه فقال نزهوا اسماعكم عن سماع الخنا كما تنزهون السنتكم عن النطق به فان المستمع شريك القائل وان السفيع لينظر الى أخبث شئ فى وعائه فيحرص على ان يفرغه فى اوعيتكم ولو ردت كلمة السفيه لشقى رادها كما يشقى قائلها .....يستكمل بمشيئة الله تعالى 

المشاركات الشائعة