فى مناقب الامام أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه ( 4 )

وحدثنا صالح بن محمد عن يوسف بن رزين عن أبى حنيفة رضى الله عنه قال رايت فى المنام كانى نبشت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخرجت عظاما فاحتضنتها قال فهالتنى هذه الرؤيا فدخلت الى ابن سيرين فقصصتها عليه فقال ان صدقت رؤياك لتحيين سنة محمد صلى الله عليه وسلم وحدثنا يوسف بن الصباغ قال قال لى رجل رأيت كان أبا حنيفة نبش قبر النبى صلى الله عليه وسلم فسألت عن ذلك ابن سيرين ولم أخبره من الرجل قال هذا رجل يحي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو حنيفة رضى الله عنه يقول ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلناه على الرأس والعين وماجاءنا عن اصحابه اخترنا منه ولم نخرج عن قولهم وما جاءنا عن التابعين فهم رجال ونحن رجال وأما غير ذلك فلا نسمع .

واما تأدبه عند مجالسة العلماء فحدثنا أبو هاشم أيوب بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن رشيد صاحب عبد الرحمن بن أبى القاسم عن يوسف بن عمرو وعن عبد العزيز الدراوردى قال رأيت أبا حنيفة وماللك بن أنس فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العشاء الآخرة وهما يتذكران ويتدراسان حتى أذا وقف احدهما على القول الذى قال به أمسك الاخر من غير تعنيف ولا تعبير ولا تخطئه حتى صليا الغداة فى مجلسهما ذلك رضى الله عنهما . واما انصافه وأعترافه فانه رضى الله عنه كان يقول قولنا هذا راى وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاء بأحسن منه فهو أولى بالصواب . 

وأما قيامه لله تعالى حق القيام فأنه اذا كان رأى منكرا أذهب ذلك اللين وأظهر فظاظته وأحمرت عيناه وانقلبتا فى أم رأسه وانتفخت أوداجه وما راى منكرا قط ألا أزاله ولقد خرج يوما فرأى بعض الملاهى مع رجل فهاوشه فأوجعه الرجل ضربا ولم يعرفه وهو مع ذلك يحرص على كسر ذلك حتى يكسره ورجع الى بيته فمكث شهرين منقطعا فى بيته من شدة الضرب . وقال الخطيب قيل لسفيان الثورى ما أبعد ابا حنيفة عن الغيبة ما سمعته يغتاب عدو له قط قال هو والله أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها . وقال على بن عاصم رحمه الله لو وزن عقل ابى حنيفة بعقل نصف أهل الارض لرجح بهم . وأما تأدبه مع السلف فيروى أنه سئل رضى الله عنه عن علقمة والاسود أيهما كان أفضل فقال والله ما بلغ قدرى ان أذكرهما ألا بالدعاء والاستغفار اجلالا لهما ولا أفضل بينهما . وأما كرمه رضى الله عنه فقال قيس بن الربيع كان أبو حنيفة يجمع ما يكتسبه من بضائعه فيشترى به الكسوة للمشايخ المحدثين وما يحتاجون أليه ويقول أحمدوا الله تعالى فهو الذى أعطاكم فوالله ما اعطيتكم من مالى شيئا . وكان رضى الله عنه اذا جلس اليه الرجل يسأل عنه فأن كان به فاقه أعطاه . فيروى انه جلس اليه رجل عليه ثياب رثة فلما تفرق الناس عنه أمره بالقعود حتى خلا به فقال له ارفع هذا المصلى وخذ من تحته ألف درهم أصلح بها حالك فقال الرجل انا موسور انا فى نعمة فقال له أما بلغك الحديث ان الله تعالى يحب ان يرى أثر نعمته على عبده فينبغى لك ان تغير حالك حتى لا يغتم بك صديقك ...........يستكمل بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة