فى مناقب الامام مالك رضى الله عنه ( 4 )

قيل لما اشتهر مالك رضى الله عنه بالعلم وانتشر صيته وذكره فى البلاد حملت اليه الاموال لانتشار علمه فكان يفرقها على اصحابه وأصحابه يفرقونها فى وجوه الخير موافقة لفعله وما كان يدخرها وكان يقول ليس الزهد فقد المال وانما الزهد فراغ القلب عنه . وقال ايضا ما كان رجل صادقا فى حديثه لا يكذب الا متعه الله بعقله ولم تصبه عند الهرم أفة ولا خرف . وقيل ان مالكا رضى الله عنه لما أراد ان يؤلف كتابه بقى متفكرا فى أى شئ يسمى به تأليفه حتى كانت قيل له وطئ للناس هذا العلم فسمى كتابه الموطأ . وكان مالك رضى الله عنه يكره ان يحدث فى الطريق أو وهو قائم أو فى عجل ويقول أحب ان أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكانت العلماء تقتدى بعلمه والامراء تستفتى برأيه والعامة منقادة الى قوله فكان يامر فيتمثل أمره ويقول فلا يسئل عن دليل على قوله فما يجسر احد على مراجعته .

هذه والله صفات العلماء الذين تبكى على فقدهم الارض والسماء وترحم بهم العباد وتأمن بهم البلاد فهم العلماء الزهاد أهل الاخلاص والسداد حنت اليهم القلوب وانقادت اليهم النفوس وذلت لهم الصعاب وخضعت لهم الرؤس فهم فى الاقطار كالاقمار والشموس وانما العجب ممن يدعى العلوم ولطلب الدنيا بروم وهو عند الله ملوم وعند الناس مذموم ومن الاجر محروم . كان مالك رضى الله عنه كثير الصلاة والاذكار فى الاسحار والدرس فى العلوم . وقد ذكر الامام الشافعى رضى الله عنه فقال رايت على باب مالك دواب من أفراس خرسان جاءته هدية وقيل من مصر ما رأيت أحسن منها فقلت له مااحسن هذه فقال هى هدية منى اليك فقلت دع لنفسك منها دابة تركبها فقال انى لآستحى من الله أن أطأ تربة فيها نبى الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابة . وكان يحي أبن سعيد رحمه الله يقول مالك رحمة لهذة الامة وقال ابقو عبدالله المنتاب حفظ مالك مائة الف حديث . وقال الليث ابن سعد والله ما على وجه الارض احب الى من مالك . وكان الاوزاعى معظما لمالك واذا ذكره يقول قال عالم العلماء او قال عالم المدينة أو قال مفتى الحرمين .........يستكمل بمشيئة الله تعالى 

المشاركات الشائعة