فى مناقب الامام الشافعى رضى الله عنه ( 5 )

من جملة مناقبه رضى الله عنه قال الربيع رحمه الله سمعت الشافعى رضى الله عنه يقول رأيت وانا باليمن كأنى جالس فى فضاء الطواف أذ اقبل على بن أبى طالب رضى الله عنه فقمت اليه مسرعا وسلمت عليه فصافحته فعانقنى ونزع خاتم من أصبعه فجعله فى أصبعى فلما أصبحت قصصت ذلك على المعير فقال لى أبشر ياأبا عبد الله أما رؤيتك لعلى بن ابى طالب فى المسجد الحرام فهو النجاة من النار واما مصافحتك أياه فهو الامان يوم الحساب وأما جعله الخاتم فى أصبعك فسيبلغ اسمك فى الدنيا ما بلغ اسم على بن أبى طالب رضى الله عنه . ومن جملة دعائه رضى الله عنه اللهم انى أعوذ بنور قدسك وعظمة طهارتك وبركة جلالك من كل أفة وعاهة وطارق من الانس والجن الا طارق يطرق بخير . اللهم انت عياذى فيك أعوز وانت ملاذى فيك ألوز يا من ذلت له رقاب الجبابرة وخضعت له أعناق الفراعنة أعوذ بجلالك وكرمك من خزيك وكشف سترك ونسيان ذكرك والانصراف عن شكرك وكرمك انا فى كنفك ليلى ونهارى ونومى وقرارى وظعنى وأسفارى ذكرك شعارى وثاؤك ثارى لا أله الا انت تنزيها لآسمك وتكريما لسبحان وجهك أجرنى من خزيك ومن شر عبادك وقنى سيأت مكرك واضرب على سرادقات حفظك وادخلنى فى حفظ عنايتك ياأرحم الراحمين .

( اخوانى ) ذهب الصالحون والعلماء المجتهدون ولم تذهب أثارهم ومحيت رسومهم ولم تمح محاسنهم وأخبارهم . كان الامام احمد بن حنبل يعظم الامام الشافعى رضى الله عنهما ويذكره كثيرا ويثنى عليه وكانت له ابنه صالحة تقوم الليل وتصوم النهار وتحب اخبار الصالحين والاخيار وتود ان ترى الشافعى لتعظيم ابيها له فاتفق مبيت الامام الشافعى عند احمد رضى الله عنهما فى وقت ففرحت البنت بذلك طمعا أن ترى افعاله وتسمع مقاله فلما كان الليل قام الامام أحمد الى وظيفة صلاته وذكره والامام الشافعى مستلق على ظهره والبنت ترقبه الى الفجر فقالت لابيها رايتك أنت تعظم الشافعى وما رأيت له هذه الليلة لا صلاة ولا ذكر فبينما هم فى الحديث أذ قام الشافعى فقال له أحمد كيف كانت ليلتك فقال ما رأيت ليلة اطيب منها ولا ابرك ولا أربح فقال له كيف ذلك قال لآنى رتبت فى هذه الليلة مائة مسئلة وأنا مستلق على ظهرى كلها فى منافع المسلمين ثم ودعه ومضى فقال أحمد بن حنبل لآبنته هذا الذى عمله الليلة وهو نائم أفضل مما عملته وانا قائم وهكذا كانت حركاتهم وسكناتهم لله وأفعالهم واقوالهم لله وذكرهم وفكرهم فى الله فقيامهم طاعة ونومهم صدقة وذكرهم تسبيح وسكوتهم فكر وعلمهم شفاء ورحمة للامة لا جرم ان الله تعالى منحهم ومدحهم وجعلهم أئمة للاسلام وقدوة للانام .

قوم الى الله ساروا بالعلوم على * نجائب الفكر ركنانا ووحدانا 

وفارقوا الاهل والاولاد واغتربوا * وقد جفوا فى طلاب العلم أوطانا 

حتى انتهوا منتهى علم ومعرفة * وذكرهم عطر الاكوان اعلانا 

هم ألائمة لازالت علومهم * تبدى لنا شقها روحا وريحانا 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين . تم والى لقاء اخر انشألله 

المشاركات الشائعة