فى مناقب الامام مالك رضى الله عنه ( 5 )

قال ابن القاسم رحمة الله عليه كنا عند مالك فى مرضه الذى مات فيه فدخل ابن الدرواردى فقال ياابا عبد الله رأيت البارحة رؤيا اتسمعها منى فقال قل قال رايت رجلا ينزل من السماء عليه ثياب بيض وبيده سجل ينشره ما بين السماء والارض ثلاث مرات يقول هذه براءة لمالك من النار فبينما انا أحدثه اذ دخل عليه رسول الامير فقال يا أبا عبد الله أن مؤذن مسجد المدينة رأى البارحة رؤيا فسمعتها منه فقص عليه مثل ذلك فقال مالك الله المستعان ما شاء الله كان . 

وقال عبد العزيز توفى مالك رضى الله عنه لعشرة ايام خلون من شهر ربيع الاول سنة تسع وسبعين ومائة ومرض يوم الاحد ومات يوم الاحد وعاش تسعين سنة وأوصى أن يكفن فى بعض ثيابه ويصلى عليه بموضع الجنائز فصلى عليه اكثر الناس فمن ذلك ابن عياش وهاشم وابن كنانة وشعبة بن داود وكاتبه حبيب وابنه ولما بلغ اهل العراق موت مالك ارتجت له العراق وعظمت مصيبتهم بموته . وقال رجل لسفيان بن عيينة ياأبا محمد رجل أراد ان يسأل عن مسئلة رجلا من اهل العلم يكون له حجة بينة وبين الله تعالى فقيل له قد مضى مالك فقال هيهات ذهب الناس . 

وقد كان مالك زاهدا فى الدنيا راغبا فى الاخرة مجتهدا فى العلم ونصيحة المؤمنين . وكان قد سأله المهدى أمير المؤمنين وقال له هل لك دار فقال لا ولكن أحدثك سمعت ربيعة بن أبى عبد الرحمن يقول نسب المرء داره . وسأله الرشيد هل لك دار فقال لا فاعطاه ثلاثة ألاف دينار وقال له أشتر لك بها دار فأخذها ولم ينفقها فلما أراد الرشيد الرحيل الى بغداد قال له ينبغى لك ان تخرج معنا فانى عزمت على ان أحمل الناس على الموطأ كما حمل عثمان رضى الله عنه الناس على القرأن فقال له أما حمل الناس على الموطا فليس الى ذلك سبيل لان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أفترقوا بعده فى الامصار فحدثوا فعند كل أهل مصر علم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلاف أمتى رحمة واما الخروج معك فلا سبيل اليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وقال المدينة تنفى خبثها كما ينفى الكير خبث الحديد وهذه دنانيركم كما هى أن شئتم فخذوها وأن شئتم فدعوها يعنى أنك أنما كلفتنى مفارقة المدينة بما أصطنعته لدى من أخذ هذه الدنانير فالآن خذها فأنى لا أوثر الدنيا وما فيها على مدينة النبى صلى الله عليه وسلم . تم ............يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة