ألصحابة رضوان الله عليهم ( 5 )

ذكرنا فيما سبق فيما ذكر بان المفضول قد يكون فيه المزية عن الفاضل ذاك فى مسئلة التفضيل بين الصحابة وفيمن ياتى بعد الصحابة وما كان من جواب أبى عمر فى قضية عمر بن عبد العزيز وما قال له اهل زمنه له أنت أفضل من عمر رضى الله عنه أنما هو بالنسبة لما تساويا فيه ان تصور من العدل فى الرعية وأما من حيث الصحبة وما فاز به عمر رضى الله عنه من حقائق القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومزايا الفضل والعلم والدين الذى شهد له بها النبى صلى الله عليه وسلم فانى لابن عبد العزيز وغيره أن يلحقوه فى ذرة من ذلك .

فالصواب ما قاله جمهور العلماء سلفا وخلفا لما أتى وعلم من قول أبى عمر ألا أهل بدر وألحديبية اذن اكلام فى غير أكابر الصحابة ممن لم يفز ألا بمجرد رؤيته صلى الله عليه وسلم فقد ظهر أنه فاز بما لم يفز به من بعده وان من بعده لو عمل ما عساه ان يعمل لا يمكنه ان يحصل ما يقرب من هذه الخصوصية فضلا عن أن يساويها وهذا فيمن لم يفز الا بذلك فما بالك بمن ضم اليها أنه قاتل معه صلى الله عليه وسلم او فى زمنه بأمره أو نقل شيئا من الشريعة الى من بعده أو انفق شيئا من ماله بسببه فهذا مما لا خلاف فى أن أحدا من الجائين بعده لا يدركه ومن ثم قال تعالى " لا يستوى منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من ألذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى " صدق الله العظيم .

ومما يشهد عليه الجمهور من السلف والخلف من أنهم خير خلق الله وأفضلهم بعد النبيين وخواص الملائكة والمقربين وفى حديث الصحيحين لا تسبوا اصحابى فلو ان احد انفق مثل احد ما بلغ مثل مد احدهم ولا نصيف والنصيف بفتح النون لغة فى النصف . وروى الدرامى وابن عدى وغيرهما انه صلى الله عليه وسلم قال أصحابى كا لنجوم بايهم أقتديتم أهتديتم . ومن ذلك ايضا الخبر المتفق على صحته خير ألقرون أو الناس او أمتى قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . وقد صحح هذ الحديث الذهبى لمطابقته بالحديث الصحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهر  على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الارض ممن هو عليها اليوم احد . ........يستكمل بمشيئة الله تعالى

المشاركات الشائعة