من صحيح مسلم ( 2 )

ومن حديث النواس بن سمعان رواه مسلم كذلك اذا أوحى الله الى عيسى انى قد اخرجت عبادا لى لابد ان لاحد ان يقتالهم فأحرز عبادى الى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر اوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر اخرهم فيقول لقد كان بهذه مرة ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا الى جبل الخمر وهو جبل ببيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من فى الارض هلم فلنقتل من فى السماء فيرمون بنشابهم الى السماء فيرد الله اليهم نشابهم مخضوبة دما ويحصر نبى الله واصحابه حتى يكون رأس الثور لاحدهم خيرا من مائة دينار لاحدكم اليوم فيرغب نبى الله عيسى واصحابه فيرسل الله عليهم النغف فى رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبى الله عيسى واصحابه الى الارض فلا يجدون فى الارض موضع شبر الا ملاءه زهمهم ( وروى زهمهم بضم الزاى وفتح الهاء جمع زهمة وهى الريح المنتنة ) فيرغب نبى الله عيسى واصحابه الى الله فيرسل الله عليهم طيرا كأ عناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ويروى تطرحهم بالنهبل ويستوقد المسلمون من قسيهم ونشابهم وجعابهم سبع سنين ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الارض حتى يتركها كالزلقة ثم يقال للارض انبتى ثمرتك وروى بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك فى الرسل حتى ان اللقحة من الابل لتكفى الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفى القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفى الفخذ من الناس فبينما هم كذلك اذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت أباطهم فتقبض روح كل مؤمن ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمير فعليهم تقوم الساعة . وظاهر هذا الحديث يدل على ان خروج يأجوج وماجوج على المسلمين فى بلاد البعثة النبوية وبلاد الشام وما حولها . ولكن هناك ايضا أدلة ظاهرها خروج يأجوج ومأجوج على جميع الناس وبلوغ أذاهم الى جميع أهل الارض كقوله تعالى " قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون فى الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا " صدق الله العظيم والارض هنا كلمة مطلقة طاهرها أمكان بلوغ أذاهم الى جميع بقاع الارض . وفى الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم فى الشد قال يحفرونه كل يوم حتى اذا كادوا يخرقونه قال الذى عليهم أرجفوا فستخرقونه غدا أنشاء الله ...فيخرقونه فيخرجون على الناس ....رواه الترمذى وصححه الالبانى فى صحيح الترمذى فتأمل قوله عليه الصلاة والسلام  . واراد الله ان يبعثهم على الناس وقوله عليه الصلاة والسلام ايضا فيخرقونه فيخرجون على الناس فتأمل هنا كلمة الناس فستجدها كلمة عامة تشمل فى ظاهرها عموم الناس وليس فئة خاصة منهم وعلى اى حال فاننا لايمكنا الجزم بأحد الحالين فالعلم عند الله تعالى والمهم هو أخذ العبرة والعظة من هذه الفتنة العظيمة . تم ............يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة