من كلام أم أباس بنت عوف بن محلم الشيبانى لبنتها حين اريد زفافها الى زوجها عمرو بن حجر . أى بنية ان الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل , اى بنية انك فارقت الجو الذى منه خرجت وخلفت العش الذى فيه درجت الى وكر لم تعر فيه وقرين لم تأليفه فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا فكونى له أمة يكن لك عبدا رشيكا . أى بنية خذى عنى خصالا تكن لك ذخرا وذكرا أصحبيه بالقناعة وعاشريه بحسن السمع والطاعة وتعهدى موقع عينيه فلا تقع عينه منك على قبيح . أى بنية الكحل أحسن الحسن والماء أطيب الطيب فأستعمليهما . أى بنية اعرفى وقت طعامه واهدئى عند منامه فأن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مبغضة واحتفظى ببيته وماله وراعى حشمه وعياله فان فى الاحتفاظ بالمال حسن التقدير ومراعاة العيال والحشم حسن التدبير . ولا تفشى له سرا ولا تعصى له امرا فانك ان افشيت سره لم تأمنى غدره وان عصيت أمره أو غرت صدره . ثم اتقى مع ذلك الفرح امامه أن كان ترحا . والاكتئاب عنده ان كان فرحا فان الخصلة الاولى من التقصير والثانية من التكدير . وكونى أشد الناس له اعظاما يكن أشدهم لك أكراما . وكونى اكثرالناس له موافقة يكن أطولهم لك مرافقة . وأعلمى أنك لا تصلين الى ما تحبين حتى تؤثرى رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرعت والله يخير لك .
عن جعفر الخالدى رحمة الله عليه قال سمعت الجنيد رضى الله عنه يقول حجيت سنة من السنين على الوحدة وجاورت مكة شرفها الله تعالى فكنت اذا جن الليل دخلت الطواف فبينما أنا أطوف اذا بامرأة تطوف بالبيت وهى تقول أبى الحب أن يخفى * فاصبح عندى قد أناخ وطنبا * اذا أشتد شوقى هام قلبى بذكره . قال الجنيد فقلت لها ياامراة أما تتقين الله تتكلمين بمثل هذا الكلام فى مثل هذا المقام فألتفتت الى وقالت لا تدخل بينه وبين محبيه ثم قالت أنت تطوف بالبيت فهل ترى رب البيت فقلت هذه دعوى تحتاج الى اقامة حجة فرفعت رأسها الى السماء وقالت سبحانك سبحانك ماأعظم شأنك وما أعز سلطانك خلق كالاحجار يطوفون بالانكار على أهل الاسرار ثم قالت يطوفون بالبيت العتيق تقربا * أليك وهم أقسى قلوبا من الصخر * فلو يخلصون السرجادت صفاتهم * وقامت صفات الحق منهم على الذكر . تم ..........يتبع بأذن الله تعالى