وأما أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضى الله عنها فأسلمت قديما وبايعت وكانت تحت أبن عمها السكران بن عمرو أسلم معها قديما وهاجرا جميعا الى أرض الحبشة الهجرة الثالثة فلما قدما مكة مات زوجها وتزوجها صلى الله عليه وسلم بمكة بعد موت خديجة قبل ان يعقد على عائشة وقيل بعد ان عقد عليها ودخل بها قبل عائشة ولما كبرت سودة أراد صلى الله عليه وسلم طلاقها فسالته ان لايفعل وجعلت يومها لعائشة فأمسكها وتوفيت بالمدينة فى شوال سنة أربع وخمسين . وأما أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنهما فخطبها النبى صلى الله عليه وسلم وأصدقها فيما قاله ابن اسحاق أربعمائة درهم وتزوجها بمكة فى شوال سنة عشر من النبوة وقبل ألهجرة بثلاث سنين ولها ست سنين وأعرس بها بالمدينة فى شوال سنة أثنتين من الهجرة ولها تسع سنين . قال أبو عمرو وكان نكاحه عليه الصلاة والسلام لها فى شوال وابتنى بها فى شوال وكانت تحب ان تدخل النساء من أهلها وأحبتها فى شوال وكانت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه وكانت أذا هويت شيئا تابعها عليه وقال لها رأيتك فى المنام ثلاث ليال جاءنى بك الملك فى سرقة من حرير يقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فأقول ان يك من عند الله يمضة . والسرقة بوزن قصبة شقة حرير بيضاء . وكانت مدة مقامها معه عليه الصلاة والسلام تسع سنين ومات عنها صلى الله عليه وسلم ولها ثمانى عشرة سنة ولم يتزوج بكرا غيرها وكانت فقيهة عالمة فصيحة كثيرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عارفة بأيام العرب وأشعارها روى عنها جماعة كثيرة من ألصحابة والتابعين وماتت بالمدينة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان سنة ثمان وخمسين وهى أبنة ست وستين سنة وكانت تكنى أم عبدالله بأبن أختها عبدالله بن الزبير وما ولدت قط . وأما أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضى الله عنها فقد أسلمت وهاجرت وكانت قبل رسول الله صلى عليه وسلم تحت خنيس بن حذافة السهمى هاجرت معه ومات عنها بعد غزوة بدر ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سنة ثلاث من الهجرة وطلقها تطليقة واحدة ثم راجعها بعد ان نزل عليه الوحى راجع حفصة فأنها صوامة قوامة وأنها زوجتك فى الجنة روى عنها جماعة من الصحابة والتابعين وماتت فى شعبان سنة خمس واربعين فى خلافة معاوية وهى ابنة ستين سنة . وأما أم المؤمنين أم سلمة بنت أبى أمية رضى الله عنها وأسمها هند فكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبى سلمة بن عبد الاسد وكانت هى زوجها اول من هاجر الى أرض الحبشة وهى اول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة ومات ابو سلمة سنة أربع من الهجرة فخطبها أبو بكر فأبت وخطبها عمر فأبت فأرسل اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت لابنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجه وكانت من أجمل النساء وماتت عن أربع وثمانين سنة سنة تسع وخمسين ودفنت بالبقيع ..............يستكمل بمشيئة الله تعالى