ذكرنا فيما سبق انه روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال الحجر والبقيع يؤخذ باطرافهما وينثران فى الجنة وهما مقبرتا مكة والمدينة . وعن ابن مسعود رضى الله عنه وقف النبى صلى الله عليه وسلم على ثنية المقبرة وليس بها يومئذ مقبرة فقال يبعث الله تعالى من هذه البقعة ومن هذا الحرم سبعين الفا وجوههم كالقمر ليلة البدر ويدخلون الجنة بغير حساب يشفع كل واحد منهم فى سبعين الفا .
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صبر على حر مكة ساعة من نهار تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام . وعن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا البيت دعامة الاسلام من يخرج من بيته يطلب هذا البيت من حاج أو معتمر كان مضمونا على الله تعالى أن يدخله الجنة ان قبضه وأن رده رده بأجر وغنيمة .
وقوله تبارك وتعالى وليطوفوا بالبيت العتيق لانه خلق قبل الارض بألفى عام وسمى البيت عتيقا لان الله تعالى أعتقه من أيدى الجبابرة فلم يسلط عليه جبارا قط بل كل من قصده بسؤ هلك . قال ابو بكر الواسطى انما سمى عتيقا لان من طاف به صار عتيقا من النار .
وعن عبدالله بن سليمان قال طاف أدم عليه السلام بالبيت سبعا حين نزل على الارض ثم صلى ركعتين ثم أتى الملتزم فقال اللهم انك تعلم سرى وعلانيتى فأقبل معذرتى وتعلم ما فى نفسى فاغفر لى ذنوبى وتعلم حاجتى فأعطنى سؤلى اللهم انى اسألك ايمانا يباشر قلبى ويقنا صادقا حتى اعلم انه لا يصيبنى الا ما كتبت لى والرضا بما قضيت على فاوحى الله تعالى اليه ياأدم قد دعوتنى بدعوات فاستجبت لك ولن يدعو بها أحد من ولدك ألا كشفت همومه وغمومه وكشفت عنه ضيقه ونزعت الفقر من قلبه وجعلت الغنى بين عينيه ورقته من حيث لا يحتسب وأتته الدنيا وهى راغمة وان كان لا يريدها . وعن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهم قال لما كان بعد الطوفان الذى اغرق الله به قوم نوح ورفع البيت المعمور الذى كان بناه أدم عليه السلام الى السماء السادسة أمر الله تعالى ابراهيم عليه السلام أن ياتى الى موضع البيت ويبنى على اثره فأنطلق ابراهيم عليه السلام وأسس البيت الحرام ثم بناه حتى فرغ منه فطاف به اسبوعا فأوحى الله تعالى اليه ان اذن فى الناس بالحج قال يارب وما يبلغ صوتى قال ياابراهيم عليك النداء وعلينا البلاغ وفى رواية عليك الاذان وعلينا البلاغ فصعد ابراهيم على جبل أبى قبيس ونادى ياعباد الله ألا ان ربكم قد بنى بيتا وأمركم بحجه فحجوه فاسمع الله عز وجل من فى الارض من خلقه كل يقول لبيك اللهم لبيك . وقوله تعالى يأتوك رجالا أى رجاله وعلى كل ضامر أى ركبانا من طول السفر من كل فج عميق أى بعيد غامض ...........يستكمل بمشيئة الله تعالى
