( وعن أنس بن مالك رضى الله عنه ) قال جاء رجل من الانصار يسأل النبى صلى الله عليه وسلم وحاء رجل من ثقيف يسأله ايضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياأخا ثقيف ان أخاك الانصارى قد سبقك بالمسئلة فاجلس كيما نبدأ بحاجة الانصارى قبل حاجتك فتغير وجه الثقفى فقام الانصارى فقال يارسول الله ابدأ بحاجة الثقفى قبل حاجتى فانى رأيته أنفا تغير وجهه واخاف أن يكون قد وجد عليك وما يسرنى ذلك فأخرنى فدعا النبى صلى الله عليه وسلم للانصارى بخير ثم قال ياأخا ثقيف سل عما بدا لك وان شئت أنبأتك بالذى جئت تسألنى عنه فقال يارسول الله اخيرنى فهو اعجب الى فقال جئت تسألنى أى الشهر تصوم وأى الليل تقوم وجئت تسألنى كيف تصنع فى ركوعك وكيف تصنع فى سجودك فقال والذى بعثك بالحق انه الذى أردت ان أسألك عنه فقال صم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ونم أول الليل وقم وسط الليل ونم اخر الليل فان قمت فى وسطه الى اخره فأنت اذا مصل واذا ركعت فضع يديك على ركبتيك وفرج بين اصابعك فاذا سجدت فمكن جبهتك من الارض ولا تنقر نقرا ثم قال ياأخا الانصار سلنى عما بدا لك وان شئت أنبأتك يالذى جئت تسألنى عنه فقال يارسول الله حدثنى كما حدثت صاحبى فهو أعجب الى قال جئت تسألنى عن خروجك من بيتك تؤم المسجد الحرام مالك فيه من الاجر وجئت تسألنى عن وقوفك بعرفات مالك فيه من الاجر وجئت تسألنى عن رميك الجمار مالك فيه من الاجر وجئت تسألنى عن حلقك رأسك مالك فيه من الاجر وجئت تسألنى عن طوافك ما لك فيه من الاجر وجئت تسالنى عن شئ غيره فقال والذى بعثك بالحق انه الذى أردت أن أسألك عنه قال فأن خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام يكتب الله لك بكل خطوة تخطوها حسنة ويحط عنك بها خطيئة ويرفع لك بها درجة واما ركعتاك للطواف فكعتق رقبة وأما سعيك بين الصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة وأما وقوفك بعرفات فأن الله تبارك وتعالى يطلع على اهل عرفات فيقول عبادى أتونى شعثا غبرا أتونى من كل فج عميق فيباهى بهم الملائكة فلو كان عليك من الذنوب مثل رمل عالج وعدد نجوم السماء وقطر البحر والمطر غفرها لك وأما رميك الجمار فأنه مدخور لك عند ربك احوج ما تكون اليه وأما حلقك رأسك فان لك بكل شعرة تقع منك نورا يوم القيامة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك وهو طواف الصدر فتطوفه ولا ذنب عليك ويأتى ملك فيضع يده بين كتفيك ثم يقول لك قد غفر الله لك ما مضى فأحسن فيما بقى . أفيضوا مغفور لكم ولمن شفعتم فيه فالله در الفائزين بالحج لقد بلغوا الامانى وأدركوا الامان وساعدهم على نيل مقاصدهم الزمان فازوا بحج البيت الحرام وقد كفر عنهم مولاهم الذنوب والاثام يافوزهم قد سرت بهم المطايا وحط عنهم ثقل الخطايا والعصيان وفازوا بنيل المطلوب وحصول القبول والرضوان ..........يستكمل بمشيئة الله تعالى