وأما أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية رضى الله عنها فقد كانت قبل عند أبى رهم بن عبد العزى تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان معتمرا سنة سبع بعد غزوة خيبر جعلت أمرها الى العباس فأنكحها النبى صلى الله عليه وسلم فلما رجع بنى بها بسرف حلالا وسرف أسم مكان على عشرة اميال من مكة قال ابن أسحاق ويقال انها وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم وذلك ان خطبته عليه الصلاة والسلام انتهت اليها وهى على بعيرها فقالت البعير ومن عليه لله ولرسوله وتوفيت بسرف فى الموقع الذى بنى بها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أحدى وخمسين وصلى عليها ابن عباس ودخل قبرها رضى الله عنهما . وأما أم ألمؤمنين جويرية بنت الحارث رضى الله عنها فكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقى وكانت قد وقعت فى سهم ثابت بن قيس الانصارى فى غزوة المريسيع وهى غزوة بنى المصطلق فى سنة خمس وقبل ست فكاتبته على نفسها ثم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله انا جويرية بنت الحارث وكان من أمرى ما لا يخفى عليك ووقعت فى سهم ثابت بن قيس بن شماس وانى كاتبت نفسى فجئت أسألك فى كتابتى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل لك الى ماهو خير قالت وما هو يا رسول الله قال أودى عنك كتابتك واتزوجك قالت قد فعلت فتسامع الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية فأرسلوا ما فى ايديهم من السبى فأعتقوهم وقالوا صهار رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة فما رأينا امرأة أعظم بركة على قومها منها أعتق فى سببها مائة اهل بيت من بنى المصطلق وكانت ابنة عشرين سنة وتوفيت وعمرها خمس وستون سنة سنة خمس وخمسين . وأما أم ألمؤمنين صفية بنت حي رضى الله عنها فهى من سبط هارون بن عمران عليه السلام كانت تحت كنانة بن أبى ألحقيق قتل يوم خيبر قال أنس لما افتتح صلى الله عليه وسلم خيبر وجمع السبى جاءه دحية فقال يارسول الله أعطنى جارية فقال أذهب فخذ جارية فأخذ صفية بنت حي فجاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير ما تصلح الا لك قال أدعوه بها فجاء بها فلما نظر اليها النبى صلى الله عليه وسلم قال خذ جارية من السبى غيرها واعتقها , وتزوجها حتى اذا كان بالطريق جهزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل فأصبح عليه الصلاة والسلام عروسا فقال من كان عنده شئ فليجئ به وبسط نطعا فجعل رجل يجئ بالاقط وجعل رجل يجئ بالتمر وجعل رجل يجئ بالسمن فحاسوا حيسا فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وماتت فى رمضان سنة خمسين فى زمن معاوية ودفنت بالبقيع فهؤلاء أزواجه أللاتى دخل بهن لا خلاف فى ذلك بين أهل السير والعلم بالاثر وقد ذكر أنه صلى الله عليه وسلم تزوج نسوة غير من ذكر وجملتهن أثنتا عشر امرأة وهؤلاء من جملة من ذكروا من ازواجه صلى الله عليه وسلم وفارقهن فى حياته بعضهن قبل الدخول وبعضهن بعده ............يتبع بأذن الله تعالى فى موضوع جديد