فى ذكر حجاج بيت الله الحرام وما أعد لهم من ألافضال والانعام ( 4 )

وقال الشبلى رحمه الله الحج حرفان حاء وجيم فالحاء من الحلم والجيم من الجرم والاشارة فيه كأنه يقول يارب اتيتك بجرمى وجفائى الى حلمك ورحمتك فان لم تغفر لى جرمى فمن يغفر لى . 

وقيل ثلاثة لا ترد لهم دعوة الصائم حتى يفطر والمريض حتى يعافى والحاج حتى يقدم . وقيل من توضأ فأحسن الوضؤ ثم أتى الركن اليمانى ليستلمه خاض فى الرحمة فأذا استلمه وقال بسم الله والله أكبر أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله غمرته الرحمة فأذا طاف بالبيت كتب الله له بكل قدم سبعين الف حسنة ومحا عنه سبعون الف سيئة فمن اوقد مصباح الذكر لاحت له الاعلام ومن تغرب فى بادية الشوق ظهرت له الخيام .

وسئل ابن عباس رضى الله عنهما عن الحكمة فى أفعال الحج وما فى المناسك الشريفة من المعانى اللطيفة فقال ليس من افعال الحج ولوازمه شئ ألا وفيه حكمة بالغة ونعمة سابقة ونبأ وشان وسر يقصر عن وصفه كل لسان فأما الحكمة فى التجرد عند الاحرام فأن من عادة الناس أذ قصدوا أبواب المخلوقين لبسوا أفخر ثيابهم فكأن الحق سبحانه وتعالى يقول القاصد الى بابى خلاف القاصد الى ابوابهم لاضاعف لهم اجرهم وثوابهم وفيه ايضا ان يتذكر العبد بالتجرد عند الاحرام التجرد عن الدنيا كما كان اولا لما خرج من بطن أمه مجردا عن الثياب وفيه شيه ايضا بحضور الموقف يوم الحساب كما قال الله تعالى " ان الله لايظلم مثقال ذرة ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة " صدق الله العظيم . واما ألاغتسال عند الاحرام فالحكمة ظاهرة الاحكام وهو أن الله تعالى يريد ان يعرض الحجاج على الملائكة ليباهى بهم الانام فلا يعرضون على الملائكة الكرام ألا وهم مطهرون من ألادناس وألاثام وفيه ايضا حكمة أخرى وهى أن الحجاج يضعون اقدامهم على موضع أقدام الانبياء الابرار فيكونون قبل ذلك قد أغتسلوا لينالوا بركتهم فى تلك الاثار كما قال الله تعالى وهو أصدق القائلين " ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " صدق الله العظيم ..........يستكمل بمشيئة الله تعالى.

المشاركات الشائعة