فى وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ( 2 )

وقف النبى صلى الله عليه وسلم على المنبر بعد ان فرغ من الصلاة بالمسلمين فقال فقال أيها الناس ألم أبلغكم الرسالة وأؤد لكم الامانة والنصيحة قالوا بلى يا رسول الله قد بلغت الرسالة وأديت الامانة ونصحت ألامة وعبدت الله حتى أتاك اليقين فجزاك الله عنا أفضل ما جزى به نبيا عن أمته ثم نزل فودع أصحابه وصافحهم وهم يبكون ثم أقبل الى منزل عائشة ولم يزل متمرضا حتى أتى اليه ملك الموت فى زى رجل أعرابى فوقف بباب حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نادى السلام عليكم ياأهل بيت ألنبوة ومعدن الرسالة أتأذنون لى فى الدخول على ألرسول فقالت فاطمة ياأعرابى أن نبى الله بنفسه عنك مشغول ثم نادى الثانية فرمق النبى صلى الله عليه وسلم الباب فنظر الى ملك الموت فقال لفاطمة أتدرين من يخاطبك قالت باأبت رجل اعرابى فقال هذا ملك الموت هذا هاذم اللذات أئذنى له فدخل فسلم وقال يارسول الله ان الله عز وجل أرسلنى وأمرنى أن لا أقبضك حتى تأمرنى فماذا أمرك فقال أكفف حتى يأتينى جبريل فهذه ساعته قالت عائشة رضى الله عنها فاستقبلنا بأمر لم يكن عندنا له جواب وكأنا ضربنا بصاخة ولم يتكلم أحد من البيت اعظاما لذلك ألامر وهيبة ملآت أجوافنا قالت فجاء جبريل فقال ان الله عز وجل يقرئك السلام وقال كيف نجدك وهو أعلم بالذى نجد منك ولكن أراد أن يزيدك كرامة وشرفا فقال يا جبريل ان ملك الموت أستأذن على وأخبره الخبر فقال جبريل يا محمد ان ربك أليك مشتاق أما أعلمك ملك الموت بالذى يريد منك والله ما استأذن ملك الموت على أحد قط الا أن الله متمم شرفك فقال النبى صلى الله عليه وسلم لا تبرح أذا حتى يجئ وأذن للنساء ثم قال أدنى منى يافاطمة فأكبت عليه فناجاها طويلا فرفعت راسها وعيناها تدمعان وما تطيق الكلام ثم قال أدنى منى رأسك فأكبت عليه فناجاها فرفعت راسها وهى تضحك وما تطيق الكلام فكان الذى رأينا منها عجبا فسألناها بعد ذلك فقالت قال لى أنى ميت اليوم فبكيت ثم قال دعوت الله تعالى أن يلحقك بى أول أهلى وأن يجعلك معى فأضحكنى قالت ثم جاء ملك الموت فسلم واستأذن فأذن له فقال الملك ما تأمرنى يا محمد قال ألحقنى بربى ألان قال بلى من يومك هذا ولكن ساعتك أمامك ثم خرج وخرج جبريل فقال يار سول الله هذا أخر ماأنزل فيه الى الارض قد طوى الوحى وطويت الدنيا وما كانت لى فى الدنيا حاجة غيرك ولا لى فيها حاجة الا مودتك قالت عائشة فوالذى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ما فى البيت أحد يستطيع أن يجيب فى ذلك بكلمة ولا يبعث الى احد من رجاله لعظم ما سمع من حديثه ووجدنا وأشفاقنا قالت فقمت الى النبى صلى الله عليه وسلم حتى اضع رأسه بين يدي وأمسك بصدره فجعل يغمى عليه حتى يغلب وجبهته ترشح رشحا ما رأيته من انسان قط فجعلت أرسل ذلك ألعرق وما وجدت رائحة شئ أطيب منه فكنت اقول له اذا أفاق بأبى وأمى ونفسى وأهلى ومالى ما تلقيه جبهتك من الرشح فقال يا عائشة أن نفس المؤمن تخرج بالرشح ونفس الكافر تخرج من شدقة كنفس الحمار فعند ذلك ارتعنا وبعثنا الى أهلنا فكان اول رجل جاءنا ولم يشهده أخى بعثه الى أبى فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يجئ احد وانما صدهم الله عنه لانه ولى أمره جبريل وميكائيل واسرافيل فكان النبى صلى الله عليه وسلم اذا أغمى عليه قال الرفيق الاعلى قالت عائشة وكان قد دخل على أخى عبد الرحمن وبيده مسواك فجعل النبى صلى الله عليه وسلم ينظر اليه فعرفت انه يعجبه ذلك فقلت أخذه لك فأومأ الى برأسه أن نعم فلينته له وكان بيدى ركوة ماء فجعل يدخل يده فيها ويقول لا اله الا الله أن للموت لسكرات ثم نصب يده وهو يقول اللهم الرفيق الاعلى الرفيق الا على قالت حتى قضى نحبه صلى الله عليه وسلم .......... يستكمل بمشيئة الله تعالى 

المشاركات الشائعة