( أما الاول ) مكر قوم نوح بنوح عليه السلام وأرادوا هلاكه فأهلكهم الله اجمعين أخرج الله تعالى من الارض ماء حار وأنزل من السماء ماء باردا وأظهر من بينهم طوفا مبيدا فأهلك عدوه وانجى حبيبه قوله تعالى فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون أى المملؤ الاية ( والاشاره فيه ) كأن الله تعالى يقول عبدى أذا أردت ان انقذك من يد الشيطان وأنجيك من الغرق فى بحر العصيان فاظهر من عينيك النظر الى بالعبرة ومن أذنيك باستماع العلم والحكمة ومن لسانك الاقرار بالتوحيد والعبادة ومن رجليك المشى الى الصلاة بالجماعة ومن سائر اعضائك انواع الطاعة والعبادة ومن قلبك التوبة والندامة فانجيك من سجن الحسرة والندامة واكرمك بدار الكرامة والسلامة اقرأ ياسيد القراء ومكر وامكرا كبارا يقول الله تعالى مكر قوم نوح وأرادوا اخراج نوح عليه السلام من بينهم ومكرنا نحن وأخرجناهم من وجه الارض ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر الاية فامطرت السماء وفجرنا الارض عيونا قال اذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل يااسرافيل انفخ فى الصور يااهل القبور اخرجوا ليوم النشور السماء تنفطر والكواكب تنتثر والشمس تكور والجبال تسير كما قال الله تعالى أذا السماء انفطرت واذا الكواكب انتثرت ألاية وقوله تعالى اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت ( رجعنا الى القصة ) فلما حان وقت الطوفان فالآن جاء جبريل عليه السلام علمه نحت الواح السفينة واخبره ان الله تعالى يأمره ان يتخذ سفينة قال الله تعالى واصنع الفلك بأعيننا ووحينا قال نوح عليه السلام كيف اصنع الفلك قال أنحت مائة الف وأربعة وعشرين الفا من الالواح باسم كل نبى لوح قال نوح عليه السلام انى لا اعلم أسماء جميع الانبياء فأوحى الله تعالى يا نوح نحت الالواح منك واظهار اسماء الانبياء منى فنحت اللوح الاول فظهر عليه اسم ادم عليه السلام وظهر على الثانى اسم شبث عليه السلام وظهر على الثالث اسم ادريس عليه السلام وظهر على الرابع اسم نوح عليه السلام فكان كلما نحت لوحا من الالواح يظهر عليه مكتوبا اسم نبى من الانبياء حتى ظهر فى اخر الكل اسم محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الانبياء وزين الاصفياء وسراج الاولياء ثم امر الله تعالى ان يتخذ بعدد الواح السفينة دسرا كل دسار باسم نبى من الانبياء فكان نوح عليه السلام يتخذ الدسر ويضم الالواح بعضها الى بعض ويمر به الكفار ويسخرون به كما قال تعالى ويصنع الفلك أى السفينة وكلما مر عليه ملأ أى جماعة من قومه سخروا منه أى أستهزؤا منه الاية.
( وفى الخبر ) ...........يتبع