( وفى الخبر ) أن نوحا عليه السلام ضم الواح السفينة فأحتاج الى أربعة الواح حتى تتم السفينة فهبط الامين جبريل عليه السلام وقال يانوح يقول لك الله عز وجل أنحت أربعة الواح وأخرج كل لوح بأسم صاحب من أصحاب حبيبى وصفوتى وخيرتى من خلق محمد صلى الله عليه وسلم لأن منزلة اصحابه عندى كمنزلة الانبياء . ( والاشارة فيه ) كأن الله يقول لما أظهرت اسم حبيبى وأصحابه على الواح السفينة أنجيت أهلها من الطوفان والغرق ولما أظهر الله تعالى حب المصطفى وأصحابه فى قلوب الموحدين أنجاهم من العذاب والحرق ( وفى الخبر ) قيل لعبدالله بن عباس رضى الله عنه علمنا علما ننجو به من النار وندخل به دار القرار فقال ابن عباس رضى الله عنهما عليكم بملازمة حمسة عشر شيئا خمسة منها بلسانكم وخمسة منها بجوارحكم وخمسة منها بقلوبكم أما الخمسة التى بلسانكم فهى خمس كلمات سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم وأما الخمسة التى بجوارحكم فهى خمس صلوات وأما الخمسة التى بقلوبكم فهى حب خكسة رجال النبى صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان وعلى رضوان الله عليهم أجمعين ( الثانى مكر قوم صالح بناقة صالح عليه السلام فعقروها ) قوله تعالى ومكر وامكرا ومكرنا مكرا أى جازيناهم جزاء مكرهم فغيرنا لون وجوههم فكان فى اليوم الاول احمر وفى الثانى اصفر وفى الثالث اسود وفى اليوم الرابع وقت صلاة العصر من يوم السبت أهلكناهم جميعا بصيحة جبريل عليه السلام وتمام هذه القصة فى مجلس يوم الاربعاء فلما عقروا الناقة أقبل فصيلها الى الجبل الذى خرجت أمه منه وصاح ثلاث صيحات فأنشق الجبل ودخل فيه ولم يره احد بعد ذلك وكأن الله تعالى يقول انى ملك قادر وجبار قاهر أخرج واحدا من الحجر وأدخل واحدا فى الحجر وأهلك واحدا بالحجر أخرجت ناقة صالح من الحجر وأدخلت ولدها فى الحجر وأهلكت قوم لوط بالحجر ( ونظيره ) خلقت ابليس من النار وحفظت ابراهيم من النار وعذبت الكفار بالنار ( ونظيره ) خلقت ادم من التراب وحفظت اصحاب الكهف فى التراب وأهلكت قوم عاد بالتراب ( ونظيره ) خلقت الخيل من الريح وأهلكت قوم هود بالريح وبشرت يعقوب بالريح ( ونظيره ) خلقت بنى ادم من الماء وحفظت موسى وقومه فى الماء ورزقت السمك ودواب البحر تحت الماء فهذه الاشياء المتضادة من الموجودات من جنس واحد دليل على ان الصانع الواحد القهار المهيمن الستار ( الثالث مكر اخوة يوسف ) قوله تعالى فيكيدوا لك كيدا اخوة يوسف عليه السلام ارادوا أن يفرقوا بين يعقوب ويوسف كى لايراه يعقوب وينساه كما قال تعالى أذ قالوا ليوسف وأخوه احب الى أبينا منا الى قوله تعالى يحل لكم وجه ابيكم فأرادوا ان ينظر ابوهم الى وجوههم فقال عز وجل يااخوة يوسف انى أبيض عين أبيكم حتى لا ينظر الى وجوهكم وأظهر المحبة والاشتياق ليوسف فى قلب أبيكم حتى ينشغل فى جميع احواله بذكر يوسف ويراه بقلبه ولا ينساه ولا يلتفت اليكم ( ونظيره ) مكر ابليس بأدم عليه السلام حتى خرج من الجنة فقال ابليس عليه لعنة الله أخرجت ادم من الجنة دار القربة وجوار مولاه واسكنته فى جوارى حتى يرانى هو واولاده ويطيعونى ويخالفوا مولاهم فقال الله تعالى يا ابليس انك تقول ان بنى ادم يرونى فى الدنيا ولا يرون مولاهم وعزتى وجلالى انى احجب عيونهم عن رؤيتك وأظهر محبتى وشوقى فى قلوبهم فيشتغلون بذكرى فى جميع حالاتهم وارفع الحجاب عن قلوبهم فأنظر اليهم فى كل يوم ثلثمائة وستين نظرة حتى يرونى باسرارهم ولا يلتفتون اليك بل يلعنونك .
( الرابع مكر فرعون بموسى عليه السلام )...........يتبع