السبعيات فى مواعظ البريات ( 5 )

( الرابع مكر فرعون بموسى عليه السلام ) قوله تعالى فاجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا قال فرعون وهامان انك ذهبت من عندنا وتعلمت السحر ورجعت الينا نحن نجمع السحرة فنعارضك فجمعوا السحرة ومعهم من اسباب السحر سبعون ألف فالقوا سحرهم وسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤا بسحر عظيم فاوجس فى نفسه خيفة موسى فاوحى الله تعالى اليه لا تخف انك انت الاعلى وكذلك المؤمن فى حال النزع يرى ملك الموت يقصد روحه ويرى ابليس عليه اللعنة يقصد ايمانه فيخاف ويحزن فتنزل عليه الملائكة يبشرونه ويقولون لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون  ( رجعنا الى القصة ) قال الله تعالى وألقى ما فى يمينك تلقف ما صنعوا اى ياموسى ان السحرة القوا حبالهم وعصيهم فرأيت منهم السحر العظيم فألق عصاك حتى تنظر قدرة الرب القديم فالقى عصاه فاذا هى ثعبان مبين فتلقف سحر السحرة ثم قصد نحو الكفار فاتخافاه فنفر الكفار من كل جانب ومات منهم من لايحصى عدده غير الله تعالى ثم قصد نحو سرير فرعون فلما دنا منه صاح فرعون ونادى أغثنى ياموسى فاخذ موسى عليه السلام عصاه فعادت على حالها الاول فلما رأها السحرة خروا سجدا وقالوا أمنا برب العالمين رب موسى وهرون فكشف الله عن أعينهم حجاب الارض حتى أبصروا فى سجدتهم الثرى ورفعوا رؤسهم ونظروا الى السماء فأبصروا العرش فأشتاقوا الى الله تعالىفقال لهم فرعون أمنتم له قبل ان أذن لكم انه لكبيركم الذى علمكم السحر فلاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم فى جذوع النخل فقالوا لا ضير يافرعون انك تقدر ان تقطع ايدينا وارجلنا ولا تقدر أن تقطع المعرفة من قلوبنا ( والنكتة فيه ) أن السحرة كانوا مع الكفر والخيانة وأسموا بعزة فرعون وقصدوا المعارضة مع معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم فلما سجدوا سجدة واحدة مع هذه الكبائر رفع الله عز وجل عنهم حجاب السموات والارض وأكرمهم بالايمان وجعلهم من احبابه وأوليائه فأمة محمد صلى الله عليه وسلم اذا قصدت بيت الله الحرام بالتوبة والندامة مطهرين من الحدث والجنابة ودخلوا المسجد الحرام ناوين اقامة الطاعة والعبادة فسجدوا لله تعالى بالخضوع والضراعة فكيف لا يكرمهم الكريم بالكرامة ولا يحلهم دار المقامة ( نكتة اخرى ) سمى الله عصى موسىفى القرأن بثلاثة اسماء فقال فى أية فاذا هى حية تسعى وقال فى اية اخرى كأنها جان وقال فى أية اخرى فاذا هى ثعبان مبين وسمى كلمة التوحيد بسبعين اسما تلك العصا معجزة موسى عليه السلام وكلمة التوحيد كلمة المولى كما قال الله تعالى وكلمة الله هى العليا فاذا أهلكت عصا موسى سبعين ألف وقر فبالاولى ان تهلك كلمة المولى ذنوب سبعين سنة أولا واخرا . 

( الخامس مكر اليهود بعيسى عليه السلام ) .........يتبع  

المشاركات الشائعة