( الخامس مكر اليهود بعيسى عليه السلام ) قوله تعالى ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ( وقصته ) أن اليهود قالوا عيسى ساحر واحياؤه الموتى وغير ذلك كله من السحر فسمع عيسى عليه السلام ذلك فأغتم وقال ألهى أنك أعلم بأفترائهم فأتهم المسخ فجعلهم الله القردة والخنازير فبلغ الخبر ملك اليهود فخاف ان يدعو عليه ايضا فامر بقتل عيسى عليه السلام فأجتمع اليهود وجاؤا الى عيسى وكان فى البيت فأدخلوا عليه واحدا منهم ليقتله فنزل جبريل عليه السلام فصعد بعيسى عليه السلام الى السماء من سقف البيت وحول الله تعالى صورة الرجل الذى دخل عليه على صورة عيسى عليه السلام فأخذ اليهود ذلك الرجل وقتلوه فظنوا انهم قتلوا عيسى عليه السلام وما قتلوه كما قال الله تعالى وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه الاية ويقال ان اسم الرجل الذى شبه بعيسى عليه السلام اشيوع ( والنكتة فيه ) كأن الله يقول ربيت اشيوع خمسين سنه ليكون فداء لعيسى عليه السلام من القتل وربيت فرعوت اربعمائة سنه بالوان النعم ليكون فداء لموسى عليه السلام من الغرق وربيت كبش هابيل فى الفردوس أربعة الاف سنه ليكون فداء لاسماعيل عليه السلام من الذبح وكذلك اليهود والنصارى والكفار والمشركون ربيتهم وأمهاتهم ليكونوا فداء لآمة محمد المختار صلى الله عليه وسلم من عذاب النار ( روى ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال اذا كان يوم القيامة يؤتى كل رجل من المسلمين رجلا من أهل الاديان المختلفة فيقال هذا فداؤك من النار ( ونكتة أخرى ) كان من قضاء الله وقدره أن يرفع عيسى عليه السلام الى السماء فجعل سببه أذى اليهود وكذلك كان فى حكمته أن يكون يوسف عليه السلام ملك مصر فجعل حسد اخوته سببا لتوصله الى ما قضى وقدر وكذلك اراد ان يظهر صفة العفو والغفران فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فجعل وسوسة أبليس عليه اللعنة سببا لمعصيتهم حتى يغفر لهم ويرحمهم كما قيل لولا ثلاثة أشياء لضاعت ثلاثة اشياء لولا المؤمن لضاعت جنة النعيم ولولا الكافر لضاعت نار الجحيم ولولا العاصى لضاعت رحمة الرحيم .
( السادس مكر قريش بدار الندوة بمحمد صلى الله عليه وسلم ).......يتبع