( رجعنا الى القصة ) فلما لم يجدوا الرسول صلى الله عليه وسلم فى منزله تشاوروا ثلاثة ايام وخرجوا فى طلبه فأرسلوا سراقة بن مالك نحو المدينة فسار حتى أدركهما فرأه ابو بكر رضى الله عنه وقال يارسول الله أدركنا سراقة بن مالك وكان سراقة من شجعان العرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحزن فلما دنا سراقة صاح وقال يامحمد من يمنعك منى اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمنعك العزيز الجبار الواحد القهار فنزل جبريل عليه السلام وقال يامحمد ان الله تعالى يقول لك قد جعلت الارض مطيعة لك فأمرها بما شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياأرض خذيه فأخذت الارض جواده الى ركبتيه فبقى سراقه يسوق فرسه وهى لا تتحرك فقال يامحمد الامان وعزة العزى لو نجيتنى لآكون لك لا عليك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلقت الارض جواده . وقد رأينا فى بعض التفاسير ان سراقة عاد سبع مرات ثم نكث العهد وكلما نكث ساخت فرسه فى الارض فتاب فى المرة الثامنه توبة صادقة وأخرج سهما من جعبته وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يامحمد أن لى أبل ومواشى فى طريقك فبلغ الرعاة وخذ منهم ما شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سراقة اذا لم ترغب فى دين الاسلام فأنى لا ارغب فى اموالك ومواشيك فقال سراقة يامحمد سيظهر أمرك فى العالم وتملك رقاب بنى أدم فعاهد معى أذا أتيت يوم ملكك فأكرمنى فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خزفا وعلم عليه وأعطاه سراقة وقال هذا عهدى معك فقال سراقة يامحمد سلنى حاجة فقال ياسراقة حاجتى ان ترد عسكر قريش فرجع سراقة وجاء الى أبى جهل فقال ياأبا الحكم لم يذهب محمد من هذا الطريق فرجعوا ثم قال أبو جهل ياسراقة انى أظن انك رايته فأخبرنا فأنشد سراقة يقول أبا حكم واللات لو كنت شاهدا امام جوادى حين ساخت قوائمه علمت ولم تشكك بأن محمدا رسول ببرهان فلم لا تكارمه اليك فرد الناس عنه فأننى أرى قدره يوما ستبدوا معالمه . ( التاسع مكر اليهود بنهى الله تعالى ) .........يتبع