( السابع مكر اليهود بنهى الله تعالى ) وهو أن الله تعالى أكرم موسى عليه السلام فى يوم السبت وأمره وقومه أن لا يشتغلوا فيه بشغل من أشغال الدنيا مثل البيع والتجارة والوسية وغير ذلك وكانت بلدة يقال لها ايسلة وكان اهلها صيادين يصيدون السمك فأرسل الله اليهم داوج عليه السلام وأمره ان يمنع الصيادين عن صيد السمك فى يوم السبت وأباح ذلك فى سائر الايام فبلغ دواود عليه السلام رسالة ربه فلم تقبل اليهود فأبتلاهم الله تعالى فكان السمك يدخل جميع الابحر وفى بحرهم يوم السبت ولا يدخل فى باقى الايام ولا سمكة واحدة فقط فوقع القحط والغلاء وسلط الله عليهم الجوع فاضطروا الى ان يحتالوا فى صيد السمك يوم السبت فحفروا حياضا وأنهارا وأسالوا الماء من الانهار فى الحياض يوم السبت فأذا رأوا الحياض قد أمتلآت بالسمك سدوا رؤس الانهار بالالواح وفى بعض الروايات ألقوا شباكهم يوم الجمعة بعد صلاةالعصر ويخرجونها يوم الاحد فيأكلون منه ويبيعون فنصحهم العلماء والحكماء والزهاد فلم يمتنعوا فلما لم يسمعوا مواعظ العلماء خرجوا من بينهم بحيث لا يعاقبون معهم فأراد الله تعالى عقوبتهم فأمهلهم سنتين وأرسل اليهم من ينصحهم ويعظهم فلم يتعظوا بموعظة أحد ففى يوم من الايام دخل العلماء والحكماء والزهاد فى البلدة ولم يروا فى البلدة أحد من الادميين ففتحوا ابواب البيوت ودخلوا فرأوا الذكور وألاناث قد مسخوا قردة كما قال الله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به الى قوله تعالى فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قرادة خاسئين . ( موعظة ) ان من أحتال فى صيد السمك فجزاؤه ان تحول صورته صورة قردةفكيف حال من احتال فى تحليل الربا الذى حرم الله عز وجل والخمر كذلك يقال يقال ان من احتال فى صيد السمك سبعة أنفس فقلب الله تعالى صورهم ومسخهم بتركهم للامر بالمعروف والنهى عن المنكر وأخبر حبيبه صلى الله عليه وسلم عن قصتهم فى سبع مواضع الا ول قوله تعالى انما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه الثانى قوله تعالى ولقد علمتم الذين أعتدوا منكم فى السبت الثالث قوله تعالى او نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت الرابع قوله تعالى وقلنا لهم لا تعدوا فى السبت الخامس قوله تعالى واسألهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر اذ يعدون فى السبت السادس قوله تعالى اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا أى ظاهرة على وجه الماء السابع قوله تعالى ويوم لا يسبتون لا تأتيهم سبحان من لايشبه صنعه صنع المخلوقين ولا يدرك حقائق حكمته بصيرة المحققين سمكة أخذتها اليهود فصاروا قردة وسمكة أخذها نبى صارت رئيس السمك وابليس اللعين الذى كانت قبلته العرش صار مخذولا مطرودا وعمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى كانت قبلته الضم صار مودودا اذا أراد أدخل المنافق فيما يوافق واذا لم يرد يلحق الموافق بمن ينافق فلا راد لقضائه ولا مانع لحكمته ............يتبع